العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
المقدمة إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله، الداعي إلى دين الحق وإلى صراط مستقيم، هدانا الله به من الضلالة، وأخرجنا به من ظلمات الجهالة، ظلمات الشرك، وظلمات الفواحش والبدع والمنكرات، وظلمات الأخلاق الرديئة من الكذب والغش والدجل والشعوذة والسحر والكهانة، وزكانا بالتوحيد الخالص لله رب العالمين، والإيمان القوي الصادق، وربانا على الصدق، وبايعنا على قول الحق أينما كنا، وحذرنا من الكذب والفجور. فقال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا" ([1]) وشدد فيه أيما تشديد حتى جعله من آيات النفاق، فقال صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان " ([2]) ومن جزاء الكذاب ما أخبرنا به هذا النبي الكريم صاحب الخلق العظيم: "رأيت رجلين أتياني. . . قالا: الذي رأيته يشق شدقه، فكذاب يكذب بالكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة" ([3]) وما أكثر الكذابين اليوم على حملة الدعوة السلفية ودعاتها، وما أقدرهم على الشائعات التي تحمل عنهم حتى تبلغ الافاق، يصدون بها الناس عن سبيل الله ويبغونها عوجا، ينصرون بذلك الأباطيل والترهات والبدع المدمرة للعقيدة الصحيحة والمناهج الصحيحة والأخلاق الفاضلة.