مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ـ الأعداد (81 - 102)

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
بسم الله الرحمن الرحيم ، نحتفل اليوم بتأبين مجمعي عظيم ، هو الأستاذ الدكتور محمد السيد غلاب ، إذ سبقنا إلى الدار الآخرة ، ولكل منا زمن محتوم وأجل معلوم ، كما قال تعالى " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ". وقد عمل الأستاذ الدكتور محمد غلاب في جامعة القاهرة سنوات طويلة ، وكذلك في المجمع ، فقد ظل به خبيرًا نحو ثلاثين سنة ، ثم أصبح عضوًا عاملا في المجمع، حيث عمل في لجنة الجغرافيا ، وله بحوث عظيمة تشهد له ، وكان أستاذًا مستنيرًا مثقفًا ثقافة واسعة ، وكما ألف في الجغرافيا فقد ألف في الأدب الهليني ، والرومانتيكية الفرنسية ، وكتب عن الفارابي وابن سينا ، وكتب أيضًا عن الفلسفة الشرقية ، والمذاهب الفلسفية المعاصرة ، فهو حقيقة عاش للعلم وللبحث وللدراسة ، وأنتج كثيرًا من الأعمال ، بجانب ما صنع في جامعة القاهرة من الطلاب ، والمؤلفات الجغرافية القيمة ، ولا شك أن فجيعة الجامعة فيه ، وفجيعتنا جسيمة ، ولكن هذا قدر الله ونحن جميعًا مستسلمون له ، ويتفضل الأستاذ الدكتور كمال دسوقي بإلقاء كلمة المجمع نيابة عن أعضائه جمعيًا في تأبين الراحل الكريم . بسم الله الرحمن الرحيم سيدي رئيس المجمع الجليل السادة الزملاء الأجلاء سيداتي ، وسادتي عظَّم الله أجر سعيكم الكريم لمشاركتنا في تأبين واحد من أعز الرجال وأحبهم إلى الله والناس ، قد رحل عن دنيانا بعد عشرة طويلة نبيلة قضاها في البذل والعطاء بمحبة ووفاء ، مخلفًا لكم طول العمر والبقاء حتى اللحاق به في يوم لقاء – ذلكم هو المغفور له بإذن الله الأستاذ الدكتور محمد السيد حسين على غلاب، تقبله الله في جناته وواسع رحمته ورضوانه، وأنزله منازل الأبرار والصالحين من عباده . محمد اسمه – خير الأسماء ما عبد وحمد.