عوامل النصر الشرعية

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
عَوَامِلُ النَّصْرِ الشَّرْعِيَّةِ بسم الله الرحم الرحيم الحمد لله القائل: ]وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ[ [آل عمران: من الآية126]، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم القائل: ((ونُصرتُ بالرعب مسيرة شهر)). أما بعد: أيها الإخوة في الله جنود الجهاد في سبيل الله لنصرة الدين، والمرابطين في الثغور لحماية ظهور المسلمين، إن اللقاء معكم أمنية غالية عندي، وفرصة سعيدة من فرص حياتي، وكيف لا يكون الأمر كذلك وهو لقاء فيه نشر العلم بين أهله ومُحبّيه، الذين عُرفوا بمحبة العلماء وتقديرهم والاعتزاز بِهم، وذلك لما يحملونه من نصح وتوجيه، يربطون بِهما الأمة بخالقها وبارئها ومعبودها الذي لا يستحق العبادة سواه. أيها الإخوة في الله: المتطلعون إلى نصر الله لكم على أنفسكم الأمارة بالسوء وعلى كل عدوٍّ من شياطين الجن والإنس إن موضوع محاضرتي هو "أسباب النصر" لكل من يريد أن ينصر الله في نفسه وأن ينصر دينه العظيم بالتمسك به والدعوة إليه على بصيرة والجهاد في سبيله بحكمة وصدق وإخلاص ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. أيها الإخوة المسلمون المجاهدون: إن للنصر من الله -تبارك وتعالى- أسبابًا يجب الأخذ بِها، ويتعين على المجاهدين الشرفاء الاتصاف بِها على سبيل الدوام ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وها أنا أذكر بعضها على سبيل الاختصار، لتكتبوها بمداد قلوبكم، وتحفظوها بضبط صدوركم، ولتظهر آثارها في واقع حياتكم. فأقول: السبب الأول الحرص على الإخلاص لله، والصواب في جميع ما تقومون به من فعل الطاعات الظاهرة والباطنة، وترك السيئات كذلك، إذ إنه لا يُقبل من عبد عمل من فعل طاعة أو ترك معصية إلا أن تتحقق فيه ثلاثة شروط: الشرط الأول: أن يكون صوابًا على وفق ما جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم من عند ربه عز و جل . الشرط الثاني: أن يكون خالصًا لله. الشرط الثالث: أن يكون المعتقد صحيحًا.