الصناعتين: الكتابة والشعر

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
ألم تسأل الرّبع القديم بعسعسا «1» ... كأنى أنادى إذ أكلّم أخرسا «2» هذا من التشبيه فاسد لأجل أنه لا يقال: كلّمت حجرا فلم يجب فكأنه كان حجرا، والذى جاء به امرؤ القيس مقلوب. وتبعه أبو نواس فقال يصف دارا: كأنها إذ خرست جارم ... بين ذوى تفنيده مطرق «3» والجيد منه قول كثّير فى امرأة «4» : فقلت لها: يا عزّ كلّ مصيبة ... إذا وطّنت يوما لها النّفس ذلّت كأنّى أنادى صخرة حين أعرضت ... من الصّمّ لو تمشى بها العصم زلّت فشبّه المرأة عند السكوت والتّغافل بالصّخرة. قالوا: ومن ذلك قول المسيب بن علس «5» : وكأن غاربها رباوة مخرم ... وتمدّ ثنى جديلها بشراع «6» أراد أن يشبّه عنقها بالدّقل «7» ... فشبّهها بالشّراع. وتبعه أبو النجم فقال «8» : كأنّ أهدام النّسيل المنسل ... على يديها والشّراع الأطول «9»