مختصر معارج القبول

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
18-الإرادة: والحديث عن هذه الصفة يتضمن أمرين: الأول: إثبات صفة الإرادة له تعالى. والثاني: أنه لا يكون إلا ما يريد، فهو سبحانه منفرد بالإرادة، فلا مشيئة ولا إرادة بعد مشيئته، والمراد بالإرادة هنا الإرادة الكونية القدرية. فمن أدلة الأول قوله تَعَالَى {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً * يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً} (¬1) ، وقوله تعالى: {ولو شاء الله لأعنتكم} (¬2) وقوله تعالى: {نصيب برحمتنا من نشاء} (¬3) .... وغير ذلك من الآيات. ومن أدلة الثاني قوله تَعَالَى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (¬4) ، وقوله ¬_________ (¬1) النساء: 26-28. (¬2) البقرة: 220. (¬3) يوسف: 56. (¬4) الإنسان: 30، التكوير: 29.