مااستشرفتْ منك العيون ضئيلا
مدة
قراءة القصيدة :
20 دقائق
.
مااستشرفتْ منك العيون ضئيلا | لكنْ عظيماً في الصدورِ جليلا |
أقْبلتَ في خِلع الولاية ِ طالعاً | والناسُ حولَك يوفضون قَبيلا |
فكأنك البدرُ المنيرُ مكللاً | من طالعاتِ سعودهِ إكليلا |
كم من غليلٍ يومَ ذلك هجتَهُ | لازلتَ في صدرِ الحسودِ غليلا |
منْ كان حمَّلهُ لَبوسَ ولا ية ٍ | وأعازه التعظيمَ والتبجيلا |
فبذاتِ نفسِكَ مايكون جمالُها | وبمائهِ كان الحسامُ صقيلا |
تبّا لمَنْ تَعميَ بصيرة ُ رأيهِ | حتّى يراك بما سِواك نبيلا |
إني لأكبِرُ أنْ أراك مهنَّأً | إلاَّ بما يتجاوزُ التأميلا |
لأحقُّ منك بأن يُهنأ معشرٌ | رُزقُوكَ حظاً في الحظوظ جزيلا |
أنصفتَهم وأقمتَ عدلكَ فيهمُ | ميزانَ قِسطٍ لا يميلُ مَميلا |
فهَدتْ عيونُهُم وأفرخَ روعُهم | وأقام منهم مِنْ أرادَ رحيلا |
منْ بعدِ ماسألَ الحميمُ حَميمَهُ | مابالُ دفّكَ بالفراش مذيلا |
لايعدموك فقد نصحْتَ إمامَهم | ووضعْتَ إصْرهُمُ وكان ثقيلا |
أرفقتَهم في خرجِهم ووفرتِهم | وكذا المُدِرُّ يُقدّمُ التحفيلا |
فتنافسوا بك في العمارة ِ بعدما | طالَ العِداءُ فعُطّلتْ تعطيلا |
فقضاكَ ريْعُ العدلِ ماأعطيتهم | أوفى قضاءٍ واصطنعْتَ جميلا |
والعدلُ مغزرة ٌ لكلّ حلوبة ٍ | والجَوْرُ يُعقبُ رِسلَها تشويلا |
لِمْ لاتكونُ لدى إمامِك مُرتضى ً | لاينبغي بك في الكُفاة ِ بديلا |
وإذا وليتَ فليسَ يعْدَمُ قائلاً | ماكان رأيُ إمامِنا ليفيلا |
تَجبي له مالَ البلادِ وحمدها | إذ لاتضيعُ من الحقوقِ فتيلا |
قال الإمام وقد جمعتهما له | حظانِ مثلُهما بمثلكِ نِيلا |
أنت الذي يَمري اللّقاح برفقهِ | ملءَ الوِطابِ ولا يُجيع فصيلا |
أسمعتَهُ شكرَ الرعيَّة ِ بعدما | جارَ الولاة ُ فأسمعوه عويلا |
كسبتْ له التجويرَ قبلك عصبة ٌ | فكسبْتَ بعدهُمُ له التعديلا |
ولقد قطعتَ إليه كلَّ حِبالة | لايستطيعُ لها الدهاة ُ حويلا |
ولقد ركبْتَ إليه كُلَّ مخوفة ٍ | لو زلَّ راكبُها لطاحَ قتيلا |
ووهبتَ نفسكَ للمتالفِ دونَهُم مااستشرفتْ منك العيونُ ضئيلا | لكنْ عظيماً في الصدورِ جليلا |
أقْبلتَ في خِلع الولاية ِ طالعاً | والناسُ حولَك يوفضون قَبيلا |
فكأنك البدرُ المنيرُ مكللاً | من طالعاتِ سعودهِ إكليلا |
كم من غليلٍ يومَ ذلك هجتَهُ | لازلتَ في صدرِ الحسودِ غليلا |
منْ كان حمَّلهُ لَبوسَ ولا ية ٍ | وأعازه التعظيمَ والتبجيلا |
فبذاتِ نفسِكَ مايكون جمالُها | وبمائهِ كان الحسامُ صقيلا |
تبّا لمَنْ تَعميَ بصيرة ُ رأيهِ | حتّى يراك بما سِواك نبيلا |
إني لأكبِرُ أنْ أراك مهنَّأً | إلاَّ بما يتجاوزُ التأميلا |
لأحقُّ منك بأن يُهنأ معشرٌ | رُزقُوكَ حظاً في الحظوظ جزيلا |
أنصفتَهم وأقمتَ عدلكَ فيهمُ | ميزانَ قِسطٍ لا يميلُ مَميلا |
فهَدتْ عيونُهُم وأفرخَ روعُهم | وأقام منهم مِنْ أرادَ رحيلا |
منْ بعدِ ماسألَ الحميمُ حَميمَهُ | مابالُ دفّكَ بالفراش مذيلا |
لايعدموك فقد نصحْتَ إمامَهم | ووضعْتَ إصْرهُمُ وكان ثقيلا |
أرفقتَهم في خرجِهم ووفرتِهم | وكذا المُدِرُّ يُقدّمُ التحفيلا |
فتنافسوا بك في العمارة ِ بعدما | طالَ العِداءُ فعُطّلتْ تعطيلا |
فقضاكَ ريْعُ العدلِ ماأعطيتهم | أوفى قضاءٍ واصطنعْتَ جميلا |
والعدلُ مغزرة ٌ لكلّ حلوبة ٍ | والجَوْرُ يُعقبُ رِسلَها تشويلا |
لِمْ لاتكونُ لدى إمامِك مُرتضى ً | لاينبغي بك في الكُفاة ِ بديلا |
وإذا وليتَ فليسَ يعْدَمُ قائلاً | ماكان رأيُ إمامِنا ليفيلا |
تَجبي له مالَ البلادِ وحمدها | إذ لاتضيعُ من الحقوقِ فتيلا |
قال الإمام وقد جمعتهما له | حظانِ مثلُهما بمثلكِ نِيلا |
أنت الذي يَمري اللّقاح برفقهِ | ملءَ الوِطابِ ولا يُجيع فصيلا |
أسمعتَهُ شكرَ الرعيَّة ِ بعدما | جارَ الولاة ُ فأسمعوه عويلا |
كسبتْ له التجويرَ قبلك عصبة ٌ | فكسبْتَ بعدهُمُ له التعديلا |
ولقد قطعتَ إليه كلَّ حِبالة | لايستطيعُ لها الدهاة ُ حويلا |
ولقد ركبْتَ إليه كُلَّ مخوفة ٍ | لو زلَّ راكبُها لطاحَ قتيلا |
ووهبتَ نفسكَ للمتالفِ دونَهُه | ورأيتَ ذلك في الإمام قليلا |
شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه | ماكان جولُكم عِند ذلك مَهيلا |
شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه | ماكان رأيك عند ذاك سحيلا |
أنتَ الذي قطعَ الحبائلَ بعدما | أزِمَت أزامِ وعضَّلتْ تعضيلا |
فنجوتَ من أيدي الأخابثِ سالماً | ورهنتَهم لهفاً عليك طويلا |
ولئنْ نجوتَ لقد ركبْتَ عزيمة ً | حَذَّاءَ تسبقُ داعراً وجديلا |
وأجلتُ رأياً أحوذياً مثلَهُ | فيما ينوبُ من الخطوبِ أُجيلا |
ولقلَّ ماينجو امرؤٌ من مثلها | بالرأي إلاّ أنْ يكونَ أصيلا |
دبَّرتَ تدبيرَ المدّبرِ إنه | ماكان عندَ مَضلَّة ٍ ضِلّيلا |
بلْ كنتَ للملكِ السعيدِ وديعة ً | أمرَ الإلهُ بحفظِها جبريلا |
بل ذا وذاك وإن وُهبتَ لأمة ٍ | تعفو فضولَكَوأصيلا |
ولقد بلاك الطالبونَ فثبَّطُوا | أن يُدركوكَ وخُذّلوا تخذيلا |
ورأوا مكانك ريثَما أخليتَهُ | كمكانِ بعضِ الراسياتِ أزيلا |
فسرَوْا على حَرَدٍ إليك وأعملوا | طلباً يحثُّ به الرعيلُ رعيلا |
فسُتِرتَ دونهمُ بسترِ كثافة ٍ | حتى خفيتَ وما خفيتَ ضئيلا |
فثنوا أعنة ً راجعين بخيبة ٍ | كرجوعهم أيامَ ساقوا الفيلا |
ولعلّهم لو أدركوك لأُرسِلتْ | طيرُ العذابِ عليهمُ السّجيلا |
ولمَا خفيت بأن وجهك لم يكن | في كل ليلٍ دامسٍ قنديلا |
لكن بأن خالوا بدراً باهراً | وإذا أخال شبيهُ شيءٍ خِيلا |
ماقدَرُ ليلٍ أن تكونَ لبستَهُ | فاخْتِينَ نُوركَ تحتَه واغتيلا |
أنَّى تَجلّك الدجى بأبدرِها | لن تستطيع لك الدجى تجليلا |
ولمّا خفيتَ بأن نَشْركَ لم ينلْ | أقصى مدى نشرٍ ونيَّفَ ميلا |
لكن بأنْ حسبوه رَيا روضة ٍ | هبّتْ لها ريحُ الشمال بليلا |
واللهُ ثبّطهُم بذاك فكذَّبوا | فيك اليقينَ وصدّقوا التخبيلا |
كم ليلة ٍ نسي الصباحَ مساؤها | قد بِتَّ فيها بالسُّهادِ كحيلا |
مانمتَ نومَ غريرة ٍ في خِدْرها | لكن سُريْتَ سُرى الرجال رجيلا |
ولعمرُ جمعِ الزنجِ يومَ لقيتُهم | ماصادفوك يراعة ً إجفيلا |
شهدتْ بذلك في جبينك ضربة ٌ | كانتْ على صِدقِ اللقاء دليلا |
تركتْ بوجهك للحفيظة مِيسماً | مارجَّعتْ وُرقُ الحمامِ هديلا |
من بعدِ ما غادرتَهم وكأنما | قعرتْ بهم عُصفُ الرياحِ نخيلا |
مازلت تنكؤهم بحدّ شائكٍ | لم تألهُم قرحاً ولاتقتيلا |
تقريهُمُ طعناً أبجَّ وتارة ً | ضرباً يُزيّلُ بينهم تزييلا |
حتى إذا ألبَ الجميعُ وأللَّوا | تلقاءَ نحرك حَدَّهُمْ تأليلا |
أسرُوك إذ كَثَروكَ لالعزيمة ٍ | فشلت عليك ولالصبرٍ عِيلا |
لكنْ رمَوْكَ بدُهمِهم وكأنهُم | جيشٌ أجابَ دعاءَ إسرافيلا |
فانقدْتَ طوعَ الحزمِ لامستقتلاً | خَرِقاً ولاسلسَ القيادِ ذليلا |
ورأيتَ أن تَبقى لهم فتكيدهمم مااستشرفتْ منك العيونُ ضئيلا | لكنْ عظيماً في الصدورِ جليلا |
أقْبلتَ في خِلع الولاية ِ طالعاً | والناسُ حولَك يوفضون قَبيلا |
فكأنك البدرُ المنيرُ مكللاً | من طالعاتِ سعودهِ إكليلا |
كم من غليلٍ يومَ ذلك هجتَهُ | لازلتَ في صدرِ الحسودِ غليلا |
منْ كان حمَّلهُ لَبوسَ ولا ية ٍ | وأعازه التعظيمَ والتبجيلا |
فبذاتِ نفسِكَ مايكون جمالُها | وبمائهِ كان الحسامُ صقيلا |
تبّا لمَنْ تَعميَ بصيرة ُ رأيهِ | حتّى يراك بما سِواك نبيلا |
إني لأكبِرُ أنْ أراك مهنَّأً | إلاَّ بما يتجاوزُ التأميلا |
لأحقُّ منك بأن يُهنأ معشرٌ | رُزقُوكَ حظاً في الحظوظ جزيلا |
أنصفتَهم وأقمتَ عدلكَ فيهمُ | ميزانَ قِسطٍ لا يميلُ مَميلا |
فهَدتْ عيونُهُم وأفرخَ روعُهم | وأقام منهم مِنْ أرادَ رحيلا |
منْ بعدِ ماسألَ الحميمُ حَميمَهُ | مابالُ دفّكَ بالفراش مذيلا |
لايعدموك فقد نصحْتَ إمامَهم | ووضعْتَ إصْرهُمُ وكان ثقيلا |
أرفقتَهم في خرجِهم ووفرتِهم | وكذا المُدِرُّ يُقدّمُ التحفيلا |
فتنافسوا بك في العمارة ِ بعدما | طالَ العِداءُ فعُطّلتْ تعطيلا |
فقضاكَ ريْعُ العدلِ ماأعطيتهم | أوفى قضاءٍ واصطنعْتَ جميلا |
والعدلُ مغزرة ٌ لكلّ حلوبة ٍ | والجَوْرُ يُعقبُ رِسلَها تشويلا |
لِمْ لاتكونُ لدى إمامِك مُرتضى ً | لاينبغي بك في الكُفاة ِ بديلا |
وإذا وليتَ فليسَ يعْدَمُ قائلاً | ماكان رأيُ إمامِنا ليفيلا |
تَجبي له مالَ البلادِ وحمدها | إذ لاتضيعُ من الحقوقِ فتيلا |
قال الإمام وقد جمعتهما له | حظانِ مثلُهما بمثلكِ نِيلا |
أنت الذي يَمري اللّقاح برفقهِ | ملءَ الوِطابِ ولا يُجيع فصيلا |
أسمعتَهُ شكرَ الرعيَّة ِ بعدما | جارَ الولاة ُ فأسمعوه عويلا |
كسبتْ له التجويرَ قبلك عصبة ٌ | فكسبْتَ بعدهُمُ له التعديلا |
ولقد قطعتَ إليه كلَّ حِبالة | لايستطيعُ لها الدهاة ُ حويلا |
ولقد ركبْتَ إليه كُلَّ مخوفة ٍ | لو زلَّ راكبُها لطاحَ قتيلا |
ووهبتَ نفسكَ للمتالفِ دونَهُ | ورأيتَ ذلك في الإمام قليلا |
شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه | ماكان جولُكم عِند ذلك مَهيلا |
شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه | ماكان رأيك عند ذاك سحيلا |
أنتَ الذي قطعَ الحبائلَ بعدما | أزِمَت أزامِ وعضَّلتْ تعضيلا |
فنجوتَ من أيدي الأخابثِ سالماً | ورهنتَهم لهفاً عليك طويلا |
ولئنْ نجوتَ لقد ركبْتَ عزيمة ً | حَذَّاءَ تسبقُ داعراً وجديلا |
وأجلتُ رأياً أحوذياً مثلَهُ | فيما ينوبُ من الخطوبِ أُجيلا |
ولقلَّ ماينجو امرؤٌ من مثلها | بالرأي إلاّ أنْ يكونَ أصيلا |
دبَّرتَ تدبيرَ المدّبرِ إنه | ماكان عندَ مَضلَّة ٍ ضِلّيلا |
بلْ كنتَ للملكِ السعيدِ وديعة ً | أمرَ الإلهُ بحفظِها جبريلا |
بل ذا وذاك وإن وُهبتَ لأمة ٍ | تعفو فضولَكَوأصيلا |
ولقد بلاك الطالبونَ فثبَّطُوا | أن يُدركوكَ وخُذّلوا تخذيلا |
ورأوا مكانك ريثَما أخليتَهُ | كمكانِ بعضِ الراسياتِ أزيلا |
فسرَوْا على حَرَدٍ إليك وأعملوا | طلباً يحثُّ به الرعيلُ رعيلا |
فسُتِرتَ دونهمُ بسترِ كثافة ٍ | حتى خفيتَ وما خفيتَ ضئيلا |
فثنوا أعنة ً راجعين بخيبة ٍ | كرجوعهم أيامَ ساقوا الفيلا |
ولعلّهم لو أدركوك لأُرسِلتْ | طيرُ العذابِ عليهمُ السّجيلا |
ولمَا خفيت بأن وجهك لم يكن | في كل ليلٍ دامسٍ قنديلا |
لكن بأن خالوا بدراً باهراً | وإذا أخال شبيهُ شيءٍ خِيلا |
ماقدَرُ ليلٍ أن تكونَ لبستَهُ | فاخْتِينَ نُوركَ تحتَه واغتيلا |
أنَّى تَجلّك الدجى بأبدرِها | لن تستطيع لك الدجى تجليلا |
ولمّا خفيتَ بأن نَشْركَ لم ينلْ | أقصى مدى نشرٍ ونيَّفَ ميلا |
لكن بأنْ حسبوه رَيا روضة ٍ | هبّتْ لها ريحُ الشمال بليلا |
واللهُ ثبّطهُم بذاك فكذَّبوا | فيك اليقينَ وصدّقوا التخبيلا |
كم ليلة ٍ نسي الصباحَ مساؤها | قد بِتَّ فيها بالسُّهادِ كحيلا |
مانمتَ نومَ غريرة ٍ في خِدْرها | لكن سُريْتَ سُرى الرجال رجيلا |
ولعمرُ جمعِ الزنجِ يومَ لقيتُهم | ماصادفوك يراعة ً إجفيلا |
شهدتْ بذلك في جبينك ضربة ٌ | كانتْ على صِدقِ اللقاء دليلا |
تركتْ بوجهك للحفيظة مِيسماً | مارجَّعتْ وُرقُ الحمامِ هديلا |
من بعدِ ما غادرتَهم وكأنما | قعرتْ بهم عُصفُ الرياحِ نخيلا |
مازلت تنكؤهم بحدّ شائكٍ | لم تألهُم قرحاً ولاتقتيلا |
تقريهُمُ طعناً أبجَّ وتارة ً | ضرباً يُزيّلُ بينهم تزييلا |
حتى إذا ألبَ الجميعُ وأللَّوا | تلقاءَ نحرك حَدَّهُمْ تأليلا |
أسرُوك إذ كَثَروكَ لالعزيمة ٍ | فشلت عليك ولالصبرٍ عِيلا |
لكنْ رمَوْكَ بدُهمِهم وكأنهُم | جيشٌ أجابَ دعاءَ إسرافيلا |
فانقدْتَ طوعَ الحزمِ لامستقتلاً | خَرِقاً ولاسلسَ القيادِ ذليلا |
ورأيتَ أن تَبقى لهم فتكيدهمه | أجدى ومثلُك أحسنَ التمييلا |
وقتالُ من لاتستطيع قِتالهُ | في الناس يكسبُ رأيكَ التفييلا |
ومنِ اتَّقى التحيينَ فيما يتَّقي | فكذاك أيضاً يتَّقي التجهيلا |
بل أعجلوكَ عن المِراس كأنهم | عُنفٌ من السيلِ استخفَّ حميلا |
لافُلَّ حدُّك من حسامٍ صارمٍ | ترك القِراعُ بحدّهِ تفليلا |
لو حُكتَ في السيفِ الذي كافحتَهُ | ماحاك فيك لأسرعَ التهليلا |
لو مَسَّهُ الألمُ الذي أحذاكه | أو دونَ ذاك لما استفاقَ صليلا |
أو فلَّ فيه حُرُّ وجهك فلة ً | في حُرّ وجهك ريعَ منه وهيلا |
لله نفسٌ يومَ ذاك أذلْتها | ولرُبَّ شيءٍ صينَ حين أُذيلا |
لوقفْتها نصبَ الكريهة ِ موقفاً | ماكان تعذيراً ولاتحليلا |
لاجاهلاً قدْرَ الحياة ِ مغمَّراً | بل عارفاً قدْرَ الحياة بسيلا |
مثل الهزبرِ المستميتِ إذا ارتدى | أشباله من خلفِهِ والغيلا |
والحربُ تغلى بالكُماة ِ قدورَها | والموتُ يأكلُ ماطهتْه نشيلا |
تخِذوا الحديدَ مغافراً وأشلَّة ً | وتخذتَ صبركَ مِغْفراً وشليلا |
نفسٌ طلبتَ بها العلا فبلغتها | وركبتَ منها كاهلا وتليلا |
وإذا أذلتَ النفسَ في طلب العلا | فلتلفَيَنَّ لما ملكتَ مُذيلا |
أتُراك بعد النفس تبخلُ باللُّهى | اللهُ جارُكَ أن تكونَ بخيلا |
ما كنتَ تمضي باللقاء مُصمماً | فتكون في شيءٍ سٍواهُ كليلا |
مَنْ جاد بالحَوْباء جاد بمالهِ | فالمالُ أيسرُ هالكٍ تعجيلا |
ونظرتُ مابخُلَ امرىء ٍ وسماحُهُ | والرأي يُوجدُ أهلهُ التأويلا |
فالبخلُ جُبنٌ والسماحُ شجاعة ٌ | لاشكَّ حين تُصحِّحُ التحصيلا مص مااستشرفتْ منك العيونُ ضئيلا |
لكنْ عظيماً في الصدورِ جليلا | أقْبلتَ في خِلع الولاية ِ طالعاً |
والناسُ حولَك يوفضون قَبيلا | فكأنك البدرُ المنيرُ مكللاً |
من طالعاتِ سعودهِ إكليلا | كم من غليلٍ يومَ ذلك هجتَهُ |
لازلتَ في صدرِ الحسودِ غليلا | منْ كان حمَّلهُ لَبوسَ ولا ية ٍ |
وأعازه التعظيمَ والتبجيلا | فبذاتِ نفسِكَ مايكون جمالُها |
وبمائهِ كان الحسامُ صقيلا | تبّا لمَنْ تَعميَ بصيرة ُ رأيهِ |
حتّى يراك بما سِواك نبيلا | إني لأكبِرُ أنْ أراك مهنَّأً |
إلاَّ بما يتجاوزُ التأميلا | لأحقُّ منك بأن يُهنأ معشرٌ |
رُزقُوكَ حظاً في الحظوظ جزيلا | أنصفتَهم وأقمتَ عدلكَ فيهمُ |
ميزانَ قِسطٍ لا يميلُ مَميلا | فهَدتْ عيونُهُم وأفرخَ روعُهم |
وأقام منهم مِنْ أرادَ رحيلا | منْ بعدِ ماسألَ الحميمُ حَميمَهُ |
مابالُ دفّكَ بالفراش مذيلا | لايعدموك فقد نصحْتَ إمامَهم |
ووضعْتَ إصْرهُمُ وكان ثقيلا | أرفقتَهم في خرجِهم ووفرتِهم |
وكذا المُدِرُّ يُقدّمُ التحفيلا | فتنافسوا بك في العمارة ِ بعدما |
طالَ العِداءُ فعُطّلتْ تعطيلا | فقضاكَ ريْعُ العدلِ ماأعطيتهم |
أوفى قضاءٍ واصطنعْتَ جميلا | والعدلُ مغزرة ٌ لكلّ حلوبة ٍ |
والجَوْرُ يُعقبُ رِسلَها تشويلا | لِمْ لاتكونُ لدى إمامِك مُرتضى ً |
لاينبغي بك في الكُفاة ِ بديلا | وإذا وليتَ فليسَ يعْدَمُ قائلاً |
ماكان رأيُ إمامِنا ليفيلا | تَجبي له مالَ البلادِ وحمدها |
إذ لاتضيعُ من الحقوقِ فتيلا | قال الإمام وقد جمعتهما له |
حظانِ مثلُهما بمثلكِ نِيلا | أنت الذي يَمري اللّقاح برفقهِ |
ملءَ الوِطابِ ولا يُجيع فصيلا | أسمعتَهُ شكرَ الرعيَّة ِ بعدما |
جارَ الولاة ُ فأسمعوه عويلا | كسبتْ له التجويرَ قبلك عصبة ٌ |
فكسبْتَ بعدهُمُ له التعديلا | ولقد قطعتَ إليه كلَّ حِبالة |
لايستطيعُ لها الدهاة ُ حويلا | ولقد ركبْتَ إليه كُلَّ مخوفة ٍ |
لو زلَّ راكبُها لطاحَ قتيلا | ووهبتَ نفسكَ للمتالفِ دونَهُ |
ورأيتَ ذلك في الإمام قليلا | شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه |
ماكان جولُكم عِند ذلك مَهيلا | شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه |
ماكان رأيك عند ذاك سحيلا | أنتَ الذي قطعَ الحبائلَ بعدما |
أزِمَت أزامِ وعضَّلتْ تعضيلا | فنجوتَ من أيدي الأخابثِ سالماً |
ورهنتَهم لهفاً عليك طويلا | ولئنْ نجوتَ لقد ركبْتَ عزيمة ً |
حَذَّاءَ تسبقُ داعراً وجديلا | وأجلتُ رأياً أحوذياً مثلَهُ |
فيما ينوبُ من الخطوبِ أُجيلا | ولقلَّ ماينجو امرؤٌ من مثلها |
بالرأي إلاّ أنْ يكونَ أصيلا | دبَّرتَ تدبيرَ المدّبرِ إنه |
ماكان عندَ مَضلَّة ٍ ضِلّيلا | بلْ كنتَ للملكِ السعيدِ وديعة ً |
أمرَ الإلهُ بحفظِها جبريلا | بل ذا وذاك وإن وُهبتَ لأمة ٍ |
تعفو فضولَكَوأصيلا | ولقد بلاك الطالبونَ فثبَّطُوا |
أن يُدركوكَ وخُذّلوا تخذيلا | ورأوا مكانك ريثَما أخليتَهُ |
كمكانِ بعضِ الراسياتِ أزيلا | فسرَوْا على حَرَدٍ إليك وأعملوا |
طلباً يحثُّ به الرعيلُ رعيلا | فسُتِرتَ دونهمُ بسترِ كثافة ٍ |
حتى خفيتَ وما خفيتَ ضئيلا | فثنوا أعنة ً راجعين بخيبة ٍ |
كرجوعهم أيامَ ساقوا الفيلا | ولعلّهم لو أدركوك لأُرسِلتْ |
طيرُ العذابِ عليهمُ السّجيلا | ولمَا خفيت بأن وجهك لم يكن |
في كل ليلٍ دامسٍ قنديلا | لكن بأن خالوا بدراً باهراً |
وإذا أخال شبيهُ شيءٍ خِيلا | ماقدَرُ ليلٍ أن تكونَ لبستَهُ |
فاخْتِينَ نُوركَ تحتَه واغتيلا | أنَّى تَجلّك الدجى بأبدرِها |
لن تستطيع لك الدجى تجليلا | ولمّا خفيتَ بأن نَشْركَ لم ينلْ |
أقصى مدى نشرٍ ونيَّفَ ميلا | لكن بأنْ حسبوه رَيا روضة ٍ |
هبّتْ لها ريحُ الشمال بليلا | واللهُ ثبّطهُم بذاك فكذَّبوا |
فيك اليقينَ وصدّقوا التخبيلا | كم ليلة ٍ نسي الصباحَ مساؤها |
قد بِتَّ فيها بالسُّهادِ كحيلا | مانمتَ نومَ غريرة ٍ في خِدْرها |
لكن سُريْتَ سُرى الرجال رجيلا | ولعمرُ جمعِ الزنجِ يومَ لقيتُهم |
ماصادفوك يراعة ً إجفيلا | شهدتْ بذلك في جبينك ضربة ٌ |
كانتْ على صِدقِ اللقاء دليلا | تركتْ بوجهك للحفيظة مِيسماً |
مارجَّعتْ وُرقُ الحمامِ هديلا | من بعدِ ما غادرتَهم وكأنما |
قعرتْ بهم عُصفُ الرياحِ نخيلا | مازلت تنكؤهم بحدّ شائكٍ |
لم تألهُم قرحاً ولاتقتيلا | تقريهُمُ طعناً أبجَّ وتارة ً |
ضرباً يُزيّلُ بينهم تزييلا | حتى إذا ألبَ الجميعُ وأللَّوا |
تلقاءَ نحرك حَدَّهُمْ تأليلا | أسرُوك إذ كَثَروكَ لالعزيمة ٍ |
فشلت عليك ولالصبرٍ عِيلا | لكنْ رمَوْكَ بدُهمِهم وكأنهُم |
جيشٌ أجابَ دعاءَ إسرافيلا | فانقدْتَ طوعَ الحزمِ لامستقتلاً |
خَرِقاً ولاسلسَ القيادِ ذليلا | ورأيتَ أن تَبقى لهم فتكيدهم |
أجدى ومثلُك أحسنَ التمييلا | وقتالُ من لاتستطيع قِتالهُ |
في الناس يكسبُ رأيكَ التفييلا | ومنِ اتَّقى التحيينَ فيما يتَّقي |
فكذاك أيضاً يتَّقي التجهيلا | بل أعجلوكَ عن المِراس كأنهم |
عُنفٌ من السيلِ استخفَّ حميلا | لافُلَّ حدُّك من حسامٍ صارمٍ |
ترك القِراعُ بحدّهِ تفليلا | لو حُكتَ في السيفِ الذي كافحتَهُ |
ماحاك فيك لأسرعَ التهليلا | لو مَسَّهُ الألمُ الذي أحذاكه |
أو دونَ ذاك لما استفاقَ صليلا | أو فلَّ فيه حُرُّ وجهك فلة ً |
في حُرّ وجهك ريعَ منه وهيلا | لله نفسٌ يومَ ذاك أذلْتها |
ولرُبَّ شيءٍ صينَ حين أُذيلا | لوقفْتها نصبَ الكريهة ِ موقفاً |
ماكان تعذيراً ولاتحليلا | لاجاهلاً قدْرَ الحياة ِ مغمَّراً |
بل عارفاً قدْرَ الحياة بسيلا | مثل الهزبرِ المستميتِ إذا ارتدى |
أشباله من خلفِهِ والغيلا | والحربُ تغلى بالكُماة ِ قدورَها |
والموتُ يأكلُ ماطهتْه نشيلا | تخِذوا الحديدَ مغافراً وأشلَّة ً |
وتخذتَ صبركَ مِغْفراً وشليلا | نفسٌ طلبتَ بها العلا فبلغتها |
وركبتَ منها كاهلا وتليلا | وإذا أذلتَ النفسَ في طلب العلا |
فلتلفَيَنَّ لما ملكتَ مُذيلا | أتُراك بعد النفس تبخلُ باللُّهى |
اللهُ جارُكَ أن تكونَ بخيلا | ما كنتَ تمضي باللقاء مُصمماً |
فتكون في شيءٍ سٍواهُ كليلا |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن الرومي) . |