بدعة ُ عندي كاسمها بدعهْ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
بدعة ُ عندي كاسمها بدعهْ | لا إفك في ذاك ولا خُدعَهْ |
يجتمع الظَّرفُ لجلاَّسِها | والحسنُ والإحسانُ في بقعهْ |
يا أيها السائلُ عن حظِّها | للناس جزءٌ ولها تسعهْ |
كأنَّما غنَّت لشمس الضحى | فألبسَتْها حسنَها خِلعهْ |
ممن قضى الله بإحسانه | ما أحسنت قُمْريَّة ٌ سجعهْ |
لها مسيرٌ في أغانيها | توسَّط الإبطاءَ والسُّرعهْ |
كأنما رقَّة ُ مسموعها | رقة ُ شكوى سبقتْ دمعه |
تُهدي إلى قلبك ما يشتهي | كأنها قد أطلعت طِلعه |
تحسن في البدأة لكنها | أحسن من بدأتها الرجعة |
لو أسندت مَيْتاً إلى نحرِها | أو عودها ثابَ من الضَّجعه |
غنَّت فلم تُحوِج إلى زامر | هل يحوج الصبح إلى شمعهِ |
وشيع الزَّمرُ أعاجيبَها | من ظبية ٍ أوفت على تلعه |
فكان تاجاً زاد في بهجة ٍ | لا كُمَّة ً غطَّت على صلعه |
ويح ابن أيوبَ لقد فاته | منها السماع اللذُّ والصنعه |
فما يبالي بعدما ناله | مما وصفنا ما دهى سَمْعهْ |
وكم شقيٍّ ملكت قلبَه | فقطَّعته قِطعة ً قطعَهْ |
عانده في أمرها نحسُهُ | وساعدتها الأنجم السَّبعهْ |
كذاك من يقرُبُ من خطة ٍ | تكن له الخطة ُ بالشُّفعة ْ |
ظلَّت وقد أبدتْ لنا وجهها | في ضَحوة الجمعة كالجمعه |
كأنما تجلو لأبصارنا | من شمس يوم غائم لمُعَه |
أقسمتُ لومكَّنتُ من شدوها | وكان وِتْراً لا أرى شَفْعَه |
لم أحفِل الملك ولا ملكه | ما حنَّت النِّيبُ ولا نزعه |
وكان قلبي أبداً ظرفه | وكان سمعي أبداً قمْعَه |
وخِلتني ما دمتُ تلقاءها | من جنَّة الخلد على تُرعه |
طفِّل على من حَصُلت عنده | فبعض تطفيل الفتى رفعه |
واستفتح البابَ الذي دونها | تفتحْ لدى فَتْحِكَهُ قلعه |
تلك ربعٌ فانتجِع روضَه | فلن يعابَ الحر بالنَّجعه |
حافظْ على مجلسها جاهداً | فإنه ناهيك من مُتْعه |
وحدِّث الناس به فاخراً | فإنه ما شئت من سُمعَهْ |
أسْمَعْنيها سيدٌ ماجدٌ | يفوز بالمجد لدَى القرعهْ |
لكنه عوَّدني ظالماً | أن يُتبِع الفرحة بالفجعه |
بَيْناهُ قد ألبسني نخوة ً | بالعطف إذ ألبسني خَشعه |
وبينما وجهي به مُسفرٌ | إذ برقَعَتْ وجهي به سُفْعه |
يُفيق لي من سُكر لذَّاته | إفاقة ً تتبعها هَجْعه |
أُدْعَى فأسعى فأرى حاجباً | جهماً لديه المنعُ والمنْعه |
فشافعٌ يُحْفُزُه شافع | ورقعة ٌ تحفزها رقعه |
والنفس في لَبسٍ وفي حيرة | والجسم نِضوٌ يشتكي ظلْعه |
من دَفعة ٍ تتبعها جذبة ٌ | وجذبة ٍ تتبعها دفعهْ |
يجذبني للدفع ذو قوة ٍ | يدفعني للجذب في سُرعه |
ويحي كم تَعْذَبُ لي جرعة ٌ | منه وكم تَملُحُ لي جرعه |
كأنه في فعله نحلة | تُتبع منها مجَّة ً لسعه |
خيرُ حديث من أخٍ صدقُه | يا من أبتْ أعراقُه وضْعَهْ |
عبدك إن أنصفتَ من بانة ٍ | فإن تعدَّيْتَ فمن نَبْعهْ |
ها هو مُبدٍ لك مكنونَهُ | فقد أضاقت حالُهُ ذَرْعهْ |
ولو رجا وُدِّك دون الجَدا | ما كظَّ ما قد سُمْتَه وُسْعه |
لكنَّه يلحظُ منك القِلى | عن ظنَّة ٍ قد زلزلت رَبْعه |
وما بكتْ عيناه من حسرة ٍ | ولا شكا بين الحشا لذعه |
ولا رآه اللَّه مستعطِفاً | أصلَ الرضا منك ولا فرعَهْ |
فكيف استعطف مُستنفري | لا لطماحٍ يُبتغي قَذْعه |
ولا لذنب جئْتُه موجِبٍ | ردِّي إذا جئتُ ولم أدْعَه |
والحرُّ ما استنفزتَه نافرٌ | ولو تلقَّى أنفُه جدْعه |
في بُلَغ الإخوان لي عصمة ٌ | وفي رجاء اللَّه لي شَبعه |
متى توددتُ إلى مُبغِضِ | أو يممَتْ بي قدمي صُقعه |
فلا أقالَ اللَّهُ لي عثرة ً | ولا أقلَّ اللَّه لي صَرعَه |
أما درى مَن جار في حُكمه | من مَلكٍ أني أرى خَلْعهْ |
شرطي من الأملاك من لاأرى | لي كلَّ يومٍ معه وقعه |
لا يُتبِع الصفوة لي بالقذى | ولا الطمأنينة َ بالفَزعَهْ |
ممن يؤاخي سيفُه غِمْدَه | ولا يؤاخِي سيفُه نِطعَه |
ولا يرى أني إذا زرتُهُ | قصدتُ للهَرْسة والمقعه |
دع ذا وجاوزه إلى غيره | وارض لمن أغضبته طبعه |
وأَمَنْ شواظاً فار من غيظه | يَكفِك حلمٌ راجح قمعه |
حاشاه أن تتبعه عِزة ٌ | من عزة تتبعها خَضعه |
ولو رأيت اليأس من عفوه | لم ير مني هذه الخنعه |
وما على عبدٍ أخي طاعة ٍ | ضيَّعَه مولى ً ولم يَرْعه |
أغضبه حتى طغا جهلُهُ | فلم يَقُل في لوْمه قذعه |
يا أيها المأمول في دهره | زعْ من عُرامي بالندى وَزْعَهْ |
بادرْ بمعروفك آفاتِه | فبِنية ُ الدنيا على القُلْعَهْ |
وازرع زُروعاً ترتضي رَيْعَها | يوماً فكلٌّ حاصدٌ زرعهْ |
قد كنتُ من عُرْفك ذا سلوة ٍ | لو لم تكن ذوَّقتني طلعهْ |
لكن تشوفتُ إلى يَنْعه | بطلِعهِ فامنح يدي يَنْعه |
هل يمنع الحرُّ جَنَى حظِّه | من هَزَّ هزّاً ليِّناً جِذعه |