خَيرٌ لآدَمَ والخَلقِ، الذي خَرَجوا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
خَيرٌ لآدَمَ والخَلقِ، الذي خَرَجوا | من ظَهرِه، أن يكونوا قبلُ ما خُلقوا |
فهَل أحَسّ، وبالي جسمهِ رِمَمٌ، | بما رآهُ بَنوهُ من أذًى، ولَقوا؟ |
وما تُريدُ بدارٍ لستَ مالِكَها، | تُقيمُ فيها قَليلاً ثمّ تَنطلِق؟ |
فارَقتَها، غيرَ مَحمودٍ، على سَخَطٍ، | وفي ضميرِكَ، من وَجْدٍ بها، عَلق |
تَبوّأ الشخصُ، من غَبراءَ مُظلمةٍ، | قرارَةً، بعدَما أزرى به القلق |
تكونُ للرّوحِ ثوباً ثمّ يخلَعُهُ، | والثوبُ يَنهَجُ حتى الدّرْعُ والحَلَق |
وأخلَقَتهُ اللّيالي في تَجَدّدِها، | والغَدرُ منهنّ في أخلاقِهِ خُلُق |
والناسُ شتّى، فيُعطى المقتَ صادقُهم، | عن الأمورِ، ويُحبَى الكاذِبُ المَلِق |
يَغْدو إلى المَينِ مَن قَلّتْ دراهِمُه، | فيَجمَعُ المالَ ما يَفري ويختَلِق |
وربّما عَذَلَ الإنسانُ مُهجَتَهُ | في الصّدقِ، حينَ يرَى جدَّ الذي يَلق |
ويُخلِفُ الظنُّ، في الأشياءِ، صاحبَه، | والغيمُ يَكدي، وداعي البرقِ يأتلِق |