عنوان الفتوى : هل يقع الطلاق بقصد التهديد

مدة قراءة السؤال : 6 دقائق

أنا شاب أبلغ من العمر خمسة وأربعين عاما تزوجت من فتاة من قطر عربي شقيق عمرها الآن إحدى وعشرين سنة... وهي الزوجة الثانية لي... ويعلم الله أني لم أقصر في حقها بشيء وأحاول إرضاءها قدر استطاعتي تقديرا مني لها لكونها تزوجتني وأنا أكبر منها سنا وأنا متزوج وكنت في كل تعاملي معها صافي النية حيث إني كنت أسعى للسعادة في حياتي معها فمن غير المعقول أن أحصل على السعادة وهي غير سعيدة معي لكن للأسف عندما يحصل أي سوء تفاهم بسيط بيننا تنكر علي كل ما عملته من أجلها وتقول لي ما رأيت منك خيراً في حياتي رغم أن عمر زواجنا لم يتعد العامين وتشعرني بأن عملي من أجلها هو عبث في عبث.... وتجعلني أندم على كل عمل عملته من أجلها... لكن رغم هذا فأنا أقول في نفسي هي صغيرة ولا بد أن أصبر عليها فلعلها تتغير مع السنين حتى حصلت المشكلة التي أكتب إليك الآن من أجلها وهي كالتالي: في يوم من الأيام أخرجت بناتي للبحر حيث إنها لا تكلمهم ولا تخرج معهم ومعظم أوقات خروجنا تكون أنا وهي فقط.. ولكن لبناتي علي حق ففي ذلك اليوم أخرجتهم وما كدنا نصل البحر حتى اتصلت بي تطلب مني الرجوع فوراً لأنها هي أيضا تريد الخروج... فقلت لها نحن في كل يوم نخرج أما اليوم فهو لبناتي ونحن للتو وصلنا البحر فمن غير المعقول أن أرجع بناتي ولكن على العموم عندما ننتهي سوف أرجع وأخرجك.... وبعد أقل من نصف ساعة فقط اتصلت أختها التي كانت في زيارة لنا لتقول لي إن زوجتي مريضة جداً وعليك الرجوع لأخذها للمستشفى.... فقلت لها إن شاء الله... ولكن عندما فكرت في الموضوع وربما كان تفكيري خاطئا قلت إن هذا مجرد خطة مدبرة لإرجاعي للبيت فهي كانت تكلمني فقط منذ نصف ساعة وتريد الخروج للنزهة فمتى مرضت... فقررت أن أغلق الهاتف لارتاح من إزعاجها هي وأختها لي حتى ننتهي من نزهتنا أنا والبنات..... بعد أن رجعت للبيت وجدت زوجتي واقفة في الصالون.... يعني لم تكن مريضة للدرجة التي تستلزم نقلها فوراً للمستشفى.. فقررت أن أصلي وبعدها أنقلها وفعلا صليت على عجل وحتى الشفع والوتر لم أصله وما كدت أنهي صلاتي حتى تهجمت علي أختها وقالت أختي مريضة وأنت تصلي، أما زوجتي فقد أطلقت علي ألفاظا بذيئة وقبيحة حيث قالت يا وسخ يا حقير يا حيوان يا منافق... فغضبت لهذا الأمر ورغم هذا تمالكت نفسي وما فعلته فقط هو أني قلت لها ما دمت أنت هكذا قليلة الأدب فأنا لن أنقلك إلى المستشفى... ولكنها وأختها زادتا في الصراخ وهددتاني بالسجن والشرطة والطرد من البيت لأن زوجتي كانت حاملا وبحكم القانون سوف يكون البيت من حقها بعد الولادة وما إلى ذلك.... المهم في نهاية هذا الجدل قررت نقلها لتفادي المشاكل وتكبير المسألة... وفعلا نقلتها إلى مستشفى خاص بطلب منها وكشفت عنها الطبيبة ووصفت لها الدواء ورجعنا للبيت وفي البيت أعادت الكرة وأطلقت علي كلاما كثيرا ولكني لم أرد... وفي اليوم التالي وعند المساء قالت زوجتي لأختها سوف نخرج في التاكسي... فقلت لها ولماذا التاكسي وسيارتي موجودة أمام البيت ومتى طلبت الخروج وقلت لك لا... فبادرت أختها بالقول نحن أناس متحضرون وليس مثلكم وركوب التاكسي أمر عادي بالنسبة لنا.... قلت لها أنت تستطيعين الخروج أما زوجتي فلا... ليس لي زوجة تخرج في التاكسي وأنا موجود وسيارتي موجودة... لكنهما أصرتا على الخروج فلما رأيت هذا الإصرار وهذا العناد قلت لزوجتي لو خرجت من البيت وركبت في التاكسي فأنت طالق كانت نيتي ليس طلاقها ولكن منعها من الخروج، ولكن للأسف هي وأختها أصرتا على الخروج فحاولت منعها باليد وربما في لحظة الغضب تلك ضربتها ولكن يعلم الله أنه لم يكن ضربا مبرحا... المهم زادتا في الإصرار والعناد والمشادات وفعلا لكمت أختها على وجهها لأنها كانت قبيحة وسليطة اللسان وحاولت حتى ضربي... فلما رأيت إصرارا منها وعدم وعي من زوجتي بما ستعمل قلت لها لو خرجت فأنت طالق وطالق بالثلاثة أيضا.... لكن رغم هذا خرجتا.... وبدل الذهاب للنزهة ذهبتا إلى مركز الشرطة واشتكتا علي وتم إيقافي لمدة يومين بتهمة إساءة معاملة زوجتي وضربها هذه القصة مع زوجتي تشعرني بالندم والحسرة والضياع وتشتت الفكر.... أول شيء أريد الاستفسار فيه من فضيلتكم هو هل طلاقها يعتبر طلقة واحدة أم ثلاثا... رغم أني لم أكن أقصد الطلاق وإنما منعها من الخروج.. فأنا بصراحة أحبها حبا شديداً وأطمح إلى حياة سعيدة وهانئة معها... خاصة وأنها حامل في الشهر السادس وهو أول حمل لها.... ثم الشيء الثاني يا فضيلة الشيخ هو أن ما حصل شكل جرحا عميقا في نفسي لا يمكن أن أنساه بسهولة... هل أعاملها بالمثل وأنتقم بطريقتي الخاصة أم أتسامح وأعفو ومن عفا وأصلح فأجره على الله.... ثم لو عفوت وسامحت من يضمن لي أن هذا الشيء لن يتكرر؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

خلاصة الفتوى:

امرأتك طالق بالثلاثة على قول الجمهور، ويرى بعض العلماء أنه غير واقع ويلزم منه كفارة يمين، والأولى أن تراجع المحكمة الشرعية في بلدك.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد علقت طلاق زوجتك بالثلاث على خروجها من البيت، وعليه فامرأتك طالق بالثلاثة على قول الجمهور لكونها فعلت ما علقت طلاقها عليه، ويرى بعض العلماء أن الطلاق المعلق لا يقع إذا كان بقصد التهديد أو الحث أو المنع وإنما تلزم منه كفارة يمين، وقد ذكرت أنك كنت تقصد منعها من الخروج، فعلى هذا القول تلزمك فقط كفارة يمين، وعلى أي حال، فإنا ننصحك بالصبر وبالعفو عما أقدمت عليه زوجتك من مخالفة أمرك ومن الإساءة إليك، كما نوصيك بالرجوع إلى المحكمة الشرعية فحكمها يرفع الخلاف، وللمزيد من الفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 44538، 61520، 67132.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
قال لزوجته: "أنت محرَّمة عليَّ، أنت طالق طالق طالق"
حلف بالطلاق ثلاثا ألا يأخذ من زوجته أي مبلغ وندم
قال لزوجته: "إن لم توقفي التواصل مع زوج أختك، فسيكون بيننا الطلاق"
قصد الزوج إعلام زوجته بتعليق الطلاق على فعل ثم فعلته ولم تعلم به
كذب على زوجته فقالت له قل: "إذا كذبت عليك، فأنا طالق طالق طالق" فكرر ذلك
حلف عليها زوجها بالطلاق ألا تذهب للعمل فظنته يقصد اليوم التالي فذهبت
من علّق طلاق زوجته على عدم فسخها عقد العمل في يوم معين فمرضت