عنوان الفتوى : أقوال في قيمة العقل وفضله

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أريد لو تكرمتم الأحاديث الصحيحة وأقوال السلف والصحابة في قيمة وفضل العقل. وجزاكم الله خيرا .

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعقل هو أساس التكليف الشرعي، وصاحبه هو المؤهل لفهم الخطاب الرباني من الله تعالى والانتفاع بالتذكرة والموعظة فقد قال تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ {قّ:37}

وقال تعالى: إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ{الرعد: 19}

وقد ورد في فضله كثير من الآثار وأشعار الحكماء ففي أدب الدنيا والدين للماوردي:

الباب الأول فضل العقل وذم الهوى: اعلم أن لكل فضيلة أسا، ولكل أدب ينبوعا، وأس الفضائل وينبوع الآداب هو العقل الذي جعله الله تعالى للدين أصلا وللدنيا عمادا، فأوجب الدين بكماله وجعل الدنيا مدبرة بأحكامه، وألف به بين خلقه مع اختلاف هممهم ومآربهم، وتباين أغراضهم ومقاصدهم إلى أن قال: وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أصل الرجل عقله، وحسبه دينه، ومروءته خلقه. وقال الحسن البصري: ما استودع الله أحدا عقلا إلا استنقذه به يوما ما. وقال بعض الحكماء: العقل أفضل مرجو، والجهل أنكى عدو. وقال بعض الأدباء: صديق كل امرئ عقله وعدوه جهله. وقال بعض البلغاء: خير المواهب العقل، وشر المصائب الجهل. وقال بعض الشعراء، وهو إبراهيم بن حسان:

يزين الفتى في الناس صحة عقله     وإن كان محظورا عليه مكاسبه

يشين الفتى في الناس قلة عقله     وإن كرمت أعراقه ومناسبه

يعيش الفتى بالعقل في الناس إنه     على العقل يجري علمه وتجاربه

 وأفضل قسم الله للمرء عقله     فليس من الأشياء شيء يقاربه

إذا أكمل الرحمن للمرء عقله     فقد كملت أخلاقه ومآربه

 واعلم أن بالعقل تعرف حقائق الأمور ويفصل بين الحسنات والسيئات. انتهى .

وفي المصنف لابن أبي شيبة

- عن أبي العلاء قال: ما أعطي عبد بعد الإسلام أفضل من عقل صالح يرزقه

ـ عن عامر قال: قال عمر: حسب الرجل دينه، ومروءته خلقه، وأصله: عقله.

 ـ عن مجاهد قال: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً  قال: عقلا.

ـ عن ابن عباس في قوله تعالى: قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ قال: النهى والعقل. انتهى

والله أعلم.