عنوان الفتوى : أشد أنواع قطع الرحم حرمة وإثما

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا سيدة متزوجة ولدي طفلان أمي و أبي على خلاف منذ حوالي العام والنصف جراء ديون وقعت فيها والدتي دون علم أبي فأصبحا يتكلمان عن بعضهما بالسوء ويتهمان بعضهما اتهامات فظيعة تسيء إلي وإلى إخوتي في الوسط المحيط بنا حيث إننا جميعا متزوجون ولدينا أولاد فقررنا الابتعاد عنهما هما الاثنان حتى يعود إليهما عقلهما مع أنه لم يتبق أحد من العائلة إلا وتدخل في الصلح ولكن بدون نتيجة هي رفعت دعوى على والدي وحجزت أملاكه على أساس أنها ساعدته في أيام صباها في بناء المنزل وتكوين أسرة انصدم هو بتصرفها رفض أن يطلقها بحجة العشرة ولكنه يرفض أن يسامحها ويرفض أن يراها ويوجه لها أبشع الألفاظ ويتهمها اتهامات مسيئة جدا جدا وهي بالمثل تسيء إليه بكلامها واتهاماتها وترفض أن تتنازل عن الدعوى حتى تضمن حقوقها في المنزل خلافاتهما تنعكس على حياتنا بكافة الأشكال وخصوصا النفسية فأنا مثلا أصبحت أضرب أولادي ولا أتكلم مع زوجي وأبتعد عن الحياة الاجتماعية كي لا أسمع أحدا يتكلم عنهما بالسوء إذ أن كل الناس ابتعدوا عنهما أعرف بأنه يتوجب علي نيل رضاهما ولكن الوضع سيئ جدا والابتعاد عنهما غنيمة فإذا تكلمنا مع أمنا تبرأ منا والدنا وإذا تكلمنا مع والدنا تبرأت منا أمنا فوجدنا الحل الوحيد هو الابتعاد عنهما، أرجو منكم أن توضحوا لنا مدى حرمة قرارنا بالابتعاد كي نسلم من اتهاماتهما وكي نتمكن من متابعة حياتنا دون أي تأثير خارجي وان كان صادرا عن الأم والأب اللذين يجب أن يكونا ملاذنا وليس المكان الذي نفر منه. ولكم جزيل الشكر

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

خلاصة الفتوى:

مقاطعة الوالدين حرام وهي من أشد أنواع قطع الرحم إثما، وليس لكن أن تتركوا الإحسان إليهما إذا كان الإحسان إلى أحدهما يسخط الآخر.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقراركم أيها السائلة غير صحيح، فقطع الوالدين عقوق وقطع للرحم، بل هو أشد أنواع قطع الرحم حرمة وإثما لأن حق الوالدين كما لا يخفى عظيم، وهذا الحق لازم لهما وإن كانا كافرين كما قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً {لقمان:15} فكيف به وهما مسلمان، ولا تظن أن مقاطعتكم لهما ستحل الأمر بل قد تزيده تعقيدا، وإن كان الإحسان إلى أحدهما يسخط الآخر فلا يمنعكما ذلك من الإحسان إليهما كليهما، ولكما أن تحسنا إلى كل منهما ما استطعتما دون إعلام الآخر بذلك ولو اضطررتم إلى التعريض، ففي المعاريض مندوحة عن الكذب، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها:22420، 35313، 33701، 25629،  ونوصيكم بأن تنصحوا والديكم بطريقة لينة تناسب مقامهاما، ولو أمكنكم أن تسلطوا عليهما من له تأثير ليحاول الإصلاح وإعادة المياه إلى مجاريها فذلك حسن، ولا تملوا من ذلك أبدا، فلعلكم توافقون ساعة لين أو رقة من أحدهما، فيرجع ويقلع ويتنازل.

والله أعلم.