عنوان الفتوى : أقسام أمة محمد عليه الصلاة والسلام

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين، يسأل فيها جمعاً من الأسئلة فيقول: من هم أمة محمد ﷺ؟ وهل الجيل الذي بعث فيهم إلى قيام الساعة أم هم الذين آمنوا به وصدقوه واتبعوه جزاكم الله خيراً. play   max volume  

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الجواب: أمة محمد ﷺ، جميع الثقلين الجن والإنس هم أمته، لكن يقال لهم: أمة الدعوة، كلهم مدعوون كلهم مكلفون مأمورون باتباع النبي ﷺ، مأمورون بتوحيد الله وطاعته، واتباع نبيه ﷺ، وترك ما نهى عنه كلهم مأمورون جنهم وإنسهم، قال الله تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [الأعراف:158]، قال سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا [سبأ:28]، وقال النبي ﷺ: كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة ، عليه الصلاة والسلام.
الأمة الثانية: أمة الإجابة وهم الذين أجابوه واتبعوه وهم الأمة التي أثنى الله عليها ومدحها، الذين أجابوه واتبعوا شريعته كما في قوله سبحانه: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110]، هؤلاء الذين آمنوا به لهم الفضل العظيم.
أما أولئك الذين لم يؤمنوا فيقال لهم: أمة الدعوة، ولهم النار يوم القيامة لعدم إيمانهم به صلى الله عليه وسلم، إلا من لم تبلغه دعوته ولم يعلم به لكونه في أطراف بعيدة، فهذا يمتحن يوم القيامة ويسمون أهل الفترة، يمتحنون يوم القيامة فمن أجاب ما طلب منه صار إلى الجنة، ومن عصى دخل النار.
أما الذين سمعوا به وعلموا به ولم يستجيبوا فإنهم يكونوا من أهل النار لقوله ﷺ: والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بي إلا كان من أصحاب النار، رواه مسلم في الصحيح، ولقوله جل وعلا في كتابه العظيم: وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ [هود:17]، فهو رسول الله إلى الجميع عليه الصلاة والسلام، فمن اتبعه وسار على منهجه في توحيد الله وطاعته فهو من أمة الإجابة وله الجنة يوم القيامة، ومن أبى كـاليهود والنصارى والشيوعيين والوثنيين وسائر الملحدين من أبى عن الدخول في دينه فهو من أهل النار، إلا الذين لم يبلغهم أمره فهؤلاء يمتحنون يوم القيامة ويقال لهم: أهل الفترة، والله يقول سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم يأمره أن يبلغ الناس يقول جل وعلا، يأمر نبيه أن يقول ذلك: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [الأنعام:19]، ويقول سبحانه: هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ [إبراهيم:52]، فالله جعل القرآن بلاغاً، وهكذا ما أخبر به نبيه بلاغ عليه الصلاة والسلام، فالقرآن والأحاديث كلها بلاغ، فمن اتبع القرآن والسنة ووحد الله واتبع الشريعة فهذا هو المؤمن، وهؤلاء هم أهل الجنة وهم أمة الإجابة إلى يوم القيامة، ومن حاد عن السبيل ولم يستجب للدعوة من اليهود أو النصارى أو غيرهم فهو من أهل النار يوم القيامة، لكن من كان بعيداً في أطراف الدنيا لم يسمع عن القرآن ولا عن محمد ﷺ فهذا يقال له: من أهل الفترة، يسمى من أهل الفترة، ... عنده علم، فهذا يمتحن يوم القيامة جاءت الأحاديث بأنه يمتحن يوم القيامة ويبعث إليه جزء من النار فإن أجاب دخل الجنة وإن عصى دخل النار، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً.