عنوان الفتوى : الغيرة على الأهل وأمرهن بالستر من الإيمان

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

رجل مسلم له بنات في سن الزواج ولم يأمرهن (هو يصلي و يصوم و يذكر الله) بالحجاب هم يلبسون ملابس ليست خليعة ولكن علي سبيل المثال لا يغطين شعورهن. فما رأيكم أثابكم الله.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإن المطلوب من المسلم ليس محصوراً في إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، بل هو أوسع من ‏ذلك وأشمل. ‏
فالإنسان إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، ‏وصام رمضان، وحج البيت، فلا شك أنه أتى بأركان الإسلام الأساسية، ولكن لا يعني ‏ذلك أنه أتى بكل شيء، بل هناك أوامر يجب على الإنسان امتثالها، ونواهي يحرم عليه ‏انتهاكها، فمن أولويات واجبات المسلم أن يقي نفسه وأهله جميع ما يجر إلى سخط الله ‏تعالى، قال عز من قائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ ‏وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) ‏‏[التحريم:6].‏
ولا شك أن كشف الرأس وإظهار الشعر بالنسبة للمرأة يعتبر من أسوأ أنواع التبرج، ‏وهو من الأمور التي نهى الله تعالى ورسوله عنها، والرضى بذلك مسقط لشهادة الرجل، ‏ومؤذن بفقد رجولته، وقلة مروءته، وتخل عن مسئوليته التي أنيطت به، كما قال صلى الله ‏عليه وسلم: "كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته…." متفق عليه. ‏
والواجب إذن على كل من له بنات، أو زوجات، أو أخوات، أو غيرهن ممن له عليهن ‏أمر أن يأمرهن بالحجاب والستر الكامل، امتثالاً لأوامر الله تعالى، وحفظاً لشرفهن، ‏وصيانة لعفتهن، ويا عجبا كيف يرضى من له قلب حي أن تخرج بنته، أو زوجته ‏عارضة مفاتنها للأجانب تهمزها أعينهم، وتلوكها أفواههم؟!! وكيف تنعدم الغيرة من ‏هذا المسكين على ألصق الناس به وأقربهم منه؟!! وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله ‏عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يغار وإن المؤمن يغار، وإن غيرة الله ‏أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه". ‏
فالغيرة من أخلاق المؤمن وصفاته، ونقيضها هوالدياثة، وهي خلق مذموم طبعاً ومحرم ‏شرعاً، ففي النسائي وأحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة ‏المترجلة، والديوث". ‏
والديوث: هو الذي لا يغار على محارمه إذا اختلطن بالرجال. ‏
فعلى هذا الرجل أن يتقي الله في نفسه وفي أهله، وأن يأمر بناته بالستر والاحتشام، استجابة لأمر المولى جل جلاله في قوله: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59].
والله أعلم.‏