عنوان الفتوى : الحكم على حديث (ألا إن المرأة خلقت من الرجل..)

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

الرسالة التالية وصلت إلى البرنامج من المنطقة الشرقية وباعثها المستمع (ع. م)، في أحد أسئلته يسأل ويقول: قرأت في تفسير الحافظ ابن كثير الدمشقي قولاً لـابن عباس رضي الله عنهما في تفسير أول سورة النساء يقول ابن عبا"ألا إن المرأة خلقت من الرجل فجعلت نهمتها في الرجل، وإن الرجل خلق من الأرض فجعلت نهمته في الأرض فاحبسوا نساءكم" ما معنى هذا القول، وهل يخالف الأحاديث الصحيحة أفيدونا مشكورين جزاكم الله خيراً؟ play   max volume  

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الجواب: لا أعلم صحة الأثر ويحتاج إلى مراجعة لأني لا أذكر الآن صحة الأثر عن ابن عباس وأما معناه واضح فإن حواء خلقت من آدم وهي أم بني آدم، كما قال جل وعلا: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [النساء:1] فإن حواء خلقت من آدم عليه الصلاة والسلام وآدم عليه السلام نفسه خلق من الطين، ولا شك أن النساء لهن شغف بالرجال وتشوه للرجال وفتنة بالرجال، ولا شك أن الإنسان أيضاً له شغف بالأرض وزراعتها والاستفادة منها كل هذا واقع، ولا شك أنه يجب على الأمة أن تعتني بالنساء وأن تصونهن عن الفتنة بالرجال هذا أمر معلوم من الشرع، فالواجب على رب البيت أن يصون أهله عن الفتنة بالرجال من خروجهن متبرجات يراهن الرجال، أو تعاطي ما يسبب الفتنة من الكلام مع الرجال أو غير هذا من أسباب الفتنة، قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها وينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء
وقال عليه الصلاة والسلام: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء فالفتنة بهن عظيمة وهن لا شك لهن ميول إلى الرجال وحرص على التمتع بالنظر إلى الرجال، وربما حرصت كثيراً على مكالمته فيما يتعلق بأسباب الفاحشة، فالواجب الحذر والمعصوم من عصمه الله والمحفوظ من حفظه الله. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، يسأل في نهاية سؤاله سماحة الشيخ ويقول: هل يخالف الأحاديث الصحيحة على افتراض صحة هذا الأثر هل هناك ما ... ؟
الشيخ: ما أعلم فيه مخالفة للأحاديث الصحيحة بل ظاهر الأحاديث يوافق ذلك، لأن الفتنة بالرجال من النساء أمر معلوم، وهكذا الرجل يفتن بالمرأة لكن فتنتها به وكثرة ميلها إليه وقلة صبرها أمر معلوم، فينبغي للمرأة أن تحذر وأن تبتعد عن أسباب الفتنة وأن تحتجب عن الرجال وتصون نفسها، وأن يقوم أولياؤها بذلك أيضاً قال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [الأحزاب:33] وقال : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] وقال سبحانه: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ [النور:31] الآية، وقال أيضاً: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59]
فهذا كله يبين عظم الخطر في تساهل النساء في البروز للرجال وعدم الحذر من الفتنة. نعم.
المقدم: الله المستعان جزاكم الله خيراً، الواقع سماحة الشيخ هذا الموضوع يحتاج إلى طرح كثير من الأسئلة، أرجو أن نتمكن من العودة إليه مستقبلاً إن شاء الله.
الشيخ: نسأل الله أن يوفق لما فيه الخير، نعم.
المقدم: اللهم آمين.