عنوان الفتوى : نصحية الزوجة لزوجها ضعيف الهمة في طلب العلم

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

رسالة مطولة بعض الشيء من إحدى الأخوات المستمعات، تقول أختكم في الله الحائرة (أم عبد الله . س. ج) تقول: تزوجت من رجل يصلي ولله الحمد وأخلاقه طيبة ولله الحمد، ولكنني أرغب من زوجي أن يكون لديه حماس شديد بالنسبة للصلاة وأن يقوم الليل، وأن يكون حافظاً للقرآن الكريم أو بعضاً منه، وأن يكون مجاهداً في سبيل الله، وأن يكون عالماً بشعائر الدين، لكي يخبرني عن الحلال والحرام، ويكون رجلاً مثقفاً، حيث أنني أكثر منه علماً في ديني ولا أمدح نفسي، وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء:85] وهذه الأسباب جعلتني أكره زوجي، ومنذ أن تزوجته وأنا أطلب منه الطلاق، وكراهيتي له تزيد يوماً بعد يوم، فهل يحق لي ذلك يا سماحة الشيخ! مع العلم أنني صليت صلاة الاستخارة عدة مرات قبل الزواج، ولكنني لم أعرف نتيجة الاستخارة فتزوجته، وأنا الآن نادمة على زواجي ذلك، فما هو الحل يا سماحة الشيخ! حيث أن الإنسان يعرف مع من يعاشر، وأنا أريد زوجي أن يكون معي في الجنة يوم القيامة، وأنا أعامله معاملة سيئة لكراهيتي له، فأنا خائفة من الله بالنسبة لهذه المعاملة، وهل أكون من الذين لم يصبروا على قضاء الله وقدره، أرجو إفادتي حول هذه القضايا؟ جزاكم الله خيراً. play   max volume  

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الجواب: الواجب عليك أيها الأخت في الله الواجب عليك الصبر، وأن تنصحيه وترشديه بالكلام الطيب وترغبيه في التعلم والتفقه في الدين، كما أشرت إلى ذلك، أما عصيانه أو كراهته لكونه لم يجتهد فيما ذكرت من التعلم والتفقه وأن يكون من المسارعين ومن المبادرين إلى الصلاة ونحو ذلك، هذا لا يوجب بغضه أو طلب الطلاق، فلا يجوز لك طلب الطلاق، ما دام الرجل يصلي وليس هناك ما يوجب كفره من نواقض الإسلام، ولكنه ليس عنده المعلومات التي عندك وليس عنده التحمس إلى المسارعة والمسابقة إلى الصلاة، ولكنه يصلي والحمد لله.
فالواجب عليك السمع والطاعة في المعروف، وعدم طلب الطلاق، والتعاون معه على الخير، من جهة حثه على المطالعة والمذاكرة وحضور حلقات العلم، وسماع هذا البرنامج نور على الدرب حتى يستفيد وحضور حلقات العلم إذا وجدت عندكم من علماء السنة وأهل الخير حتى يستفيد، أما طلب الطلاق فلا وجه له، وليس من اللازم أن يكون زوجك مثلك في العلم، قد يكون الزوج دون المرأة وقد تكون فوقها في العلم، وإذا من الله عليك بالعلم فأحسني إليه ووجهيه بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، ورغبيه في الخير وساعديه بكل ما تستطيعين وشجعي أقاربه كأبيه أو أخيه حتى يرغبوه وحتى يساعدوه في التفقه في الدين والتعلم، ولا أنصحك أبداً أن تطلبي الطلاق بل لا يجوز لك ذلك، طلب الطلاق ليس هنا ما يوجب طلبه، ولا يسبب طلبه، وفي الحديث: أيما امرأة طلبت الطلاق من غيرما بأس لم ترح رائحة الجنة.
فالواجب عليك الصبر والاحتساب والتعاون معه على الخير وإرشاده إلى الخير واحتساب الأجر في كل ما تبذلين في طريق تثقيفه وتفقيهه حتى يكون إن شاء الله كما طلبت وكما رغبت في العلم والفضل، وفق الله الجميع.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرا، النقص في الإنسان شيء وارد سماحة الشيخ، وقد يسيء الإنسان من حيث يعتقد أنه يحسن، أختنا طلبت ما طلبت من زوجها وربما طلبت منه فوق طاقته، أن يحفظ القرآن أن يقوم الليل أن يجاهد في سبيل الله، ربما أنه لا يستطيع هذا، أطمع بكلمة زائدة في هذا الموضوع؟
الشيخ: على كل حال مثل هذه المطالب هو مخير فيها، حفظ القرآن ليس بواجب، والتهجد بالليل ليس بواجب، ولكن يسن له أن يحفظ ما تيسر من القرآن إذا أمكنه ذلك، يسن له التهجد بالليل والوتر ولو في أول الليل، كل هذا أمر مشروع، والجهاد في سبيل الله فيه تفصيل، إذا استطاع الجهاد وتمكن من الجهاد فالجهاد من أعظم القربات ومن أفضل الطاعات، وقد يكون فرض كفاية، وقد يكون فرض عين، وقد يكون سنة، ففيه تفصيل.
فالمشروع لها أن تشجعه على الخير وأن تحثه على الخير، ولكن لا تطلب الطلاق من أجل هذا. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً.