عنوان الفتوى : الشفاعة الحسنة التي يؤجر عليها صاحبها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

علمت أنه يوجد هناك شفاعة حسنة وهناك شفاعة سيئة، فأرجو مثالا على ذلك، وما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اشفعوا تؤجروا....... إلى آخر الحديث) وأرجو أن ترشدوني على مراجع حول الشفاعة؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الشفاعة الحسنة هي التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب الجاه والمروءات والمكانة الاجتماعية من أمته وحثهم عليها بقوله: اشفعوا تؤجروا، ويقضى الله على لسان نبيه ما شاء. رواه البخاري ومسلم. وبقوله: من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه. رواه مسلم.

فهي زكاة الجاه كما قال بعض الفضلاء، ومعناها: الوساطة في جلب الخير للمشفوع له أو درء الشر عنه بحق، ومثالها: أن يجد المسلم صاحب حق أو حاجة مشروعة لا يستطيع الوصول إليها إلا بوساطة فيتوسط له أو يسعى معه حتى يحصل على حقه أو يصل إلى حاجته... وأما الشفاعة السيئة فهي الوساطة لدفع الحق ورده أو السعي في حصول الباطل أو إقراره.. ومن أمثلتها قول النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة رضي الله عنه: أتشفع في حدّ من حدود الله؟. متفق عليه، فقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على أسامة شفاعته لامرأة سرقت، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيم عليها الحد، ولو كانت الشفاعة في حق لما أنكر عليه ذلك.

وبهذا تعلم معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: اشفعوا تؤجروا.... ويمكنك أن تطلع على المزيد عن الشفاعة في تفسير القرطبي وغيره عند قول الله تعالى: مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا... {النساء:85}، وفي فتح الباري وشرح النووي على مسلم عند الحديث المذكور، كما يمكنك أن تطلع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 74191، 18320، 76374.

والله أعلم.