عنوان الفتوى : حكم التنقيب عن ماضي من يريد الزواج بها

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بسم الله الرحمان الرحيم الشيوخ الأفاضل بارك الله فيكم وفي مسعاكم وجزاكم الله كل خيرلدي سؤال مطول بعض الشيء: لقد مررت بتجربة زواج فاشلة جعلت من حياتي جحيما لا يطاق فأصبحت عاجزا عن العادات والعبادات ، لقد خطبت امرأة وتم عقد القران وما تبقى غير الدخول وبعد مدة تبين لي وتأكدت بأن خطيبتي كانت على علاقة غير شرعية مع رجل آخر قبل أن أخطبها ففسخت الخطبة بشكل عنيف حيث حرمتها على نفسي فراحت هي لحالها بعدما أخذت نصف المهر كما هو في الشرع وأقسمت بأن لا أتزوج من امرأة أعرف ماضيها إن كان لها ماض غير شرعي بطبيعة الحال. إلى حد الآن كل شيء عادي لكن المأساة التي وجدت نفسي فيها هي أنه كلما رغبت في الزواج وعقدت العزم على إعادة المحاولة في الزواج ينزل سيل عارم من الوساوس حيث كلما رأيت امرأة أو اقترح عليَّ أهلي أو أصدقائي امرأة يخيل لي بأنني رأيتها أو وجدتها مع رجل آخر، وأكثر من ذلك حتى قبل أن أراها يخيل لي بأنني رأيتها مع رجل آخر ويرجعني ذلك إلى القسم الذي كنت أقسمته.هذه واحدة، والثانية هي أنني كلما كلما رأيت امرأة أو اقترح علي أهلي أو أحد من أصدقائي امرأة يخيل لي بأنني حرمتها على نفسي وتصبح لي حقيقة فأنكمش على نفسي وأتوقف عن المشروع (الزواج).أعرف في قرارة نفسي أنها ردات فعل لما حصل لي سابقا لكن الشيء الذي يؤرقني هو ارتباطها بالدين( مع العلم أنني متدين ولا أزكي نفسي ) بعد هذه المقدمة لدي 3 أسئلة أرجو منكم الإجابة عليها : 1 ما حكم الشرع فيما يحدث لي وهل يؤثر على صحة الزواج ؟ 2 ما حكم من أقسم بأن لا يتزوج من امرأة فيها صفة معينة وبعدها وجد فيها هذه الصفة ؟ 3 ما حكم الشرع فيمن يمر بعقله وساوس بأنه حرم امرأة على نفسه وهل يؤثر ذلك على صحة الزواج ؟ أعتذر لكم على الإطالة لأنني في حيرة من أمري فأنا رجل متدين ولم أزن في حياتي ولله الحمد، ولدي سكن لائق وعمل وشيء من المال لكنني أجد نفسي مشلولا بسبب هذه الوساوس وأصبحت نفسي تحدثني بالسوء والفاحشة والعمر يمشي (37 سنة) وأرغب في الزواج ؟ بارك الله فيكم .

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية العلاج أن تسأل الله تعالى أن ينجيك من هذه الوساوس والأوهام، وعليك أن تقدم على الزواج وأن تحسن الظن بالناس كما تحب أن يحسن الناس الظن بك، ولا تنقب عن خبايا الأمور ولا تبحث عن خفايا الماضي، ويكفيك أن تعرف عن فلانة أنها صاحبة دين وخلق، وليس عليك أن تنقب عن الأمور، وإذا تزوجت فزواجك صحيح، ولا يؤثر على صحة الزواج معرفتك بأن من تزوجتها كانت على علاقة سابقة أو لا، ولا يؤثر على صحته أيضا أن يأتي على ذهنك أنك حرمتها أو لا .

وأما قسمك فيمكنك أن تكفر عنه كفارة يمين إذا ظهر لك الخير في غيره لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه . رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

ونذكرك بأن تجتنب الوساوس والأوهام والشكوك فإن الاستجابة لها توصلك إلى أمراض وضيق يعسر عليك الانفكاك منها، وفقك الله لما فيه الخير والصلاح .

والله أعلم .