عنوان الفتوى : الحب قبل الزواج والمسلك الصحيح في الخطبة

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم أنا طالب في السنة الأخيرة من كلية الهندسة بعد أن قرأت حلولكم لمشاكل الكثيرين أردت أن أكون أحدهم وأرجو عند الإجابة على سؤالي عدم تحويلي لإجابة لسؤال آخر من نفس الشاكلة. المشكلة: قبل أن أدخل الجامعة نصحني الكثيرون بأن لا أقع في الحب بأي طريقة، وأن أحذف هذه الكلمة من قاموسي حتى التخرج، وقد طبقت النصيحة لفترة عام ونصف ولكن بعد ذلك قابلت زميلة لي في نفس القسم ومنذ الوهلة الأولى أعجبت بها ليس لجمالها بل لحسن خلقها ولكني لم أفاتحها في الموضوع لظني أنها سحابة صيف عابرة. ولكني وجدت نفسي أضعها في اختبارات في الكرم والتعامل والفهم العام...إلخ من دون علمها وقد اجتازتها بتفوق. أحد أصدقائي المقربين أعجب بها وبدأ يتقرب منها شيئا فشيئا ولكنني لم أحزن لأنه كان لدى يقين داخلي أنه لن يستمر معها طويلا(مع أنني أحيانا أحس أنها تبادله نفس المشاعر).وسبحان الله حدث كما توقعت بالضبط لعدم جديته في الموضوع. استمرت اختباراتي لمدة ثلاث سنوات متتالية حتى نهاية السنة الرابعة فجمعت أشتات شجاعتي وطلبت يدها للزواج دون مقدمات فلم ترد. بعد ثلاثة شهور اتصلت بي وقالت لي إننا من الأحسن أن نكون إخوانا وزملاء(يعنى رفضت الطلب) ولكنني لم أسألها ماهو سبب الرفض؟ لأنني كنت قد استخرت الله إذا كان زواجي بها فيه خير لي فليوفقني الله، وأنا أدعو الله في صلاتي بأن تقبل بي زوجا.وقد أصبحت أكثر من الدعاء في كل سجدة في الصلوات المكتوبة وأكثر من قيام الليل وبعد قراءة القرآن وعندما أريد أن أنام وعند استيقاظي، ولقد أصبحت أبحث في صحيح مسلم والبخاري عن الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء حتى يستجيب الله دعائي (حتى كتابة هذه السطور وأنا كذلك). في هذه السنة(سنة التخرج) لاحظت(هي) أنني مازلت أعاملها بصورة حسنة مما يعني أنني لم أنسها فأصبحت تعاملني بصورة جافة (ظنا منها أن ذلك سيبعدني منها) وقالت لي من الأفضل لك أن تبحث عن فتاة أخرى غيرها ولكنني سبحان الله كلما فعلت ذلك(هي)أجدني أتبسم وأحيانا أضحك لإيمان عارم بأنها مهما طال الزمن أو قصر ستوافق أخيرا" ومن يطلب الحسناء لم يغله المهر".وعندما أخبرتها بإيماني بأنها ستوافق قالت : هذا أمر في علم الغيب ومن الأحسن للواحد أن يحكم على الواقع المعاصر. الخلاصة: فكرت "إن شاء الله" أن أذهب إلى أهلها أتخرج وأطلب يدها بصورة رسمية وبعد ذلك إن رفضت مرة أخرى فأتركها وشأنها. أسألها ماسبب رفضها ثم بعد ذلك أقرر ماذا أفعل. فما رأيكم في هذه الفكرة؟وإذا كانت هنالك نصيحة أخرى أو اقتراح فأرجو أن تعينوني أعانكم الله. وجزاكم الله عنى كل الخير. لدي اقتراح بأن يكون هنالك رقم هاتف لحل المشاكل يحدد له أوقات معينة في الأسبوع لأن كتابة المشاكل لا تعبر عما بداخلنا في كثير من الأحيان. ودمتم في خدمتنا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكرك على اختيارك موقعنا، وانضمامك إلى زوارنا، سائلين الله تعالى أن يجعلنا وإياك من المتواصين بالحق والمتواصين بالصبر، ومع أن رسالتك عبارة عن استشارة، وكان الأولى أن توجه إلى قسم الاستشارات، إلا أننا سنجيب بما نراه، وما يدخل ضمن اختصاص قسم الفتوى، فنقول:

ينبغي العلم بأن العلاقة مع المرأة الأجنبية لا تجوز، ولو كانت بنية الزواج، فالطريق الوحيد المشروع للعلاقة بين الرجل والمرأة في الإسلام هو الزواج، والسبيل إلى الزواج هو التقدم لخطبتها من أهلها، وليس وراء ذلك إلا الحرام.

وما يسمى بالحب قبل الزواج لا يعترف به الإسلام، ولا يقره، ولا يباركه، ولا يعذر صاحبه إلا من ابتلي به بغير كسب، واتقى الله عز وجل فيه، ولم يدفعه إلى ما حرم، كما تقدم بيانه في الفتوى رقم: 4220.

وبناء على ذلك فالفكرة التي ذكرت صحيحة، وهي التقدم للفتاة، وطلبها من وليها، فإن قوبلت بالموافقة، فهذا ما تريد، وإن كانت الأخرى، قطعت علاقتك بها، وبحثت عن غيرها، فالنساء الصالحات، والفتيات الطيبات ذوات الدين والخلق كثير ولله الحمد، فما عليك إلا البحث والسؤال.

نسأله تعالى لك التوفيق في اختيار الزوجة الصالحة، التي تقر بها عينك، وأخيرا فإننا نرحب باقتراحك الأخير ونبشرك أنه تحت الدراسة، نسأل الله العون والتوفيق لما يحب ويرضى.

والله أعلم.