عنوان الفتوى : رفض المرأة الزواج ممن ترفض أمه زواجه

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم تقدم إلي شخص للزواج بي وهو شخص متدين جدا حيث إنه حافظ للقرآن كاملا كما أنه دارس للقراءات العشر هذا بالإضافة إلى دراسته اللغة الإنجليزية وقد جاء لرؤيتى وأبدى موافقته بل وارتياحه للارتباط بي ثم جاء مرة ثانية مع والدته لترانى ولكن لم ترتح أمي لها وفعلا لم يحضروا مرة أخرى واعتبرنا أن الموضوع انتهى وتوقعنا أن تكون والدته قد أثرت عليه للرفض بالرغم من موافقته قبل ذلك ولكن بعد مرور أكثر من شهرين رجع مرة أخرى وفى هذه المرة قمنا بسؤال أحد زملائه في العمل حيث لم نكن قد سألنا عليه وهذا الزميل موثوق برأيه كما أنه في مقام أستاذه فقال عنه أطيب الكلام ولكنه قال إن عيبه الوحيد هو والدته أي أنه لا يجرؤعلى اتخاذ أي قرار بمفرده ولابد له من الرجوع إلى والدته، وعلى هذا قمنا برفضه ثم علمنا بعد ذلك أن والده يعمل سائق أوتوبيس لإحدى المصالح الحكومية وعندما علمت والدتى بذلك حمدت الله أننا قد رفضناه لأنه لا يليق أن أتزوج بشخص والده يعمل سائقا بالرغم من أننا من عائلة عادية ولكن أمي تقول أن سبب الرفض والدته، وأنا ياشيخ أحس بالذنب بسبب أنه قد تقدم لي هذا الشاب وهو ممن نرضى بدينه وخلقه كما قال الرسول الكريم ولكني في نفس الوقت خائفة من والدته أن تتحكم في حياتنا فيما بعد. فهل لى ياشيخ أن أرفضه بسبب والدته بالرغم من أخلاقه العالية وتدينه الشديد واتباعه سنة الرسول في حياته ولقد أقرت أمى بذلك مع العلم أني قمت بعمل استخارة ولم يتضح لي شيء سواء كان خيرا أوشرا. أرجو أن ترشدوني إلى ما فيه الخير وإلى ما فيه طاعة الله ورسوله.ولكم مني جزيل الشكروالعرفان.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب أن من أهم ما ينبغي أن يكون محل نظر المرأة ممن يتقدم لخطبتها دينه وخلقه، روى الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . وإن من أهم مقاصد الإسلام في تشريع الزواج تحقيق الاستقرار النفسي للأسرة المسلمة، وبما أن هذا الرجل ترفض أمه زواجه منك فلا حرج عليك في رفضك الزواج منه ومثل هذا الزواج الذي يتم بلا موافقة من الأم يغلب أن يكون عرضة لحدوث شيء من النكد، وقد يكون عرضة للفشل، مع العلم أنه لا يجوز لهذا الرجل الزواج منك إلا برضى أمه لأن طاعته لها  في المعروف واجبة عليه، وأما الأمر الوارد في الحديث المذكور سابقا فليس للوجوب، قال المناوي في كتابه فيض القدير عند شرحه لهذا الحديث: فزوجوه إياها وفي رواية فأنكحوه أي ندبا مؤكدا اهـــ ، وننبه إلى أن كون مهنة والد هذا الرجل سائقا أو نحو ذلك ليس بمسوغ شرعا لرفض الزواج منه , وعلى كل حال فالذي نوصيك به هو دعاء الله تعالى أن يقدر لك ما فيه الخير، وعليك أن تستخيري الله تعالى وأنت مفوضة أمرك إليه سبحانه، ثم عليك بعد ذلك أن ترضي بما قدر لك فإن الخير كله في ذلك . 

والله أعلم.