عنوان الفتوى : ما حكم الموالد التي تقام كل عام؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أخونا يسأل ويقول: ما حكم الموالد التي تقام كل عام؟ play   max volume  

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الجواب: الموالد يعني الاحتفال بالموالد بدعة لم يفعلها رسول الله ﷺ ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا صحابته المرضيون جميعًا ولا التابعون في القرن الأول والثاني والثالث وهي القرون المفضلة فاتضح أنها بدعة والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد رواه مسلم في الصحيح، ويقول عليه الصلاة والسلام: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد يعني: مردود، ويقول عليه الصلاة والسلام في خطبة الجمعة: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة خرجه مسلم في الصحيح، زاد النسائي بإسناد صحيح: وكل ضلالة في النار وفي حديث العرباض بن سارية: إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فهذه الاحتفالات بمولد الرسول ﷺ أو مولد البدوي أو مولد الحسين أو مولد فاطمة أو مولد فلان أو فلان أو الشيخ عبد القادر أو غير هذا كلها من البدع، والواجب على المسلمين تركها والحذر من التشجيع عليها، الواجب علينا اتباع الرسول ﷺ والسير على منهاجه ومنهاج أصحابه وأرضاهم.
أما أن يحدث شيئًا ما شرعه الله هذا لا يجوز لنا، الدين كامل الحمد لله، يقول الله سبحانه: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3]، فشيء لم يفعله الرسول ﷺ ولا صحابته ليس لنا أن نفعله، هم أعلم منا وخير منا وأفضل منا وأعلم منا بالشرع، وأحب منا للرسول ﷺ فإذا فعلوا شيئًا تابعناهم فيه.
وأما أن نحدث لا، ليس لنا أن نحدث، الله يقول: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21] فيكفينا الاتباع وعلينا أن نحذر الابتداع، ولهذا يقول الصحابة وأرضاهم: "اتبعوا" الصحابة يوصون التابعين يقولون لهم: «اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيت » قد كفينا والحمد لله، أرأيت لو أن إنسانًا أحدث صلاة سادسة وقال: أنا قصدي الخير ويجب أن نصلي الساعة عشر بالتوقيت الزوالي ضحى، صلاة أخرى سادسة أو الساعة تسع؛ لأن الوقت طويل بين الفجر وبين الظهر فينبغي أن نجعل صلاة سادسة في هذا الوقت الطويل، هل يكون مأجورًا أو مأزورًا؟ بإجماع أهل العلم أنه مأزور وأنه مبطل وأنه مبتدع مع أنه يقول: صلوا، ما قال: ازنوا ولا قال: اسرقوا، قال: صلوا صلاة سادسة، لماذا؟ لأنه مبتدع؛ لأنه شرع دينًا لم يأذن به الله.
وهكذا لو قال: علينا أن نحج مرتين بدل مرة في السنة مرة في ذي الحجة ومرة في مثلًا رجب أو في جمادى أو في رمضان لو قال أحد هذا صار مبطلًا عند جميع أهل العلم مع أنه ما دعا إلا إلى حج ما دعا إلا إلى ذكر وطاعة لكنها ليس في محلها بدعة.
وهكذا لو قال: رمضان ما يكفي، نصوم شهرًا آخر، نصوم مع رمضان شهرًا ثان، ودعا إلى هذا نصوم مثلًا ربيع الآخر أو جمادى الأولى مع رمضان أو المحرم أو صفر؛ لأن هذا مزيد خير وطاعة أو عبادة يكون هذا مبتدع أيضًا، فهكذا إذا قال: علينا أن نحتفل بالرسول ﷺ في مولده، أو نحتفل بيوم الفتح أو يوم بدر أو نحتفل بمولد الصديق أو مولد عمر أو مولد عثمان أو مولد علي أو مولد فاطمة أو مولد هود أو صالح من أنبياء الله أو مولد غير ذلك من الأخيار يقال: هذا بدعة، ما دام الرسول ما فعله ﷺ وهو أنصح الناس وأفضل الناس وأعلم الناس وأتقى الناس وأخشى الناس لله ومع هذا ما فعله ولا دعا إليه ولا قال: إذا جاء يوم مولدي فاحتفلوا بي، وافعلوا كذا وافعلوا كذا، ولا فعله الصديق الأكبر أفضل الخلق بعد الأنبياء، ولا فعله الفاروق عمر ولا فعله عثمان ذو النورين ولا فعله علي المرتضى أبو الحسن ولا فعله بقية الصحابة ولا فعله التابعون ولا أتباعهم بإحسان في القرون المفضلة وإنما أول من أحدثه طائفة الفاطميين الذين هم شيعة رافضة أحدثوه، وجعلوا هناك موالد للنبي ﷺ ولحاكمهم ولـفاطمة وللحسين فكيف يقتدى بهؤلاء؟ لا يقتدي بهم من يعقل ولا من يعظم دين الله لكن تابعهم بعض الناس بعد هذا ومن تابعهم ليس بقدوة والواجب التأسي بالرسول ﷺ وبأصحابه وبالمسارعة إلى نهيه، هذا هو الواجب على المسلمين أينما كانوا، فنسأل الله أن يوفق المسلمين للتأسي به ﷺ والسير على منهاجه وأن يوفقهم لترك البدع كلها. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.