الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحشر في اللغة: الجمع، ومنه قول الله تبارك وتعالى: وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا {الكهف:47}، قال أهل التفسير: جمعناهم إلى موقف الحساب فلم نترك ولم نبق منهم تحت الأرض أحداً. انظر الطبري وغيره.

وفي كتاب الإيمان للدكتور ياسين: والحشر سوق الناس جميعا إلى الموقف، وهو المكان الذي يقفون فيه انتظارا لفصل القضاء بينهم.

وأما البعث في اللغة فقال عنه ابن منظور في اللسان: والبعث في كلام العرب على وجهين: الإرسال والإثارة، والإحياء من الله تعالى للموتى.

وهذا الأخير هوالمقصود في باب الإيمان فيجب على المسلم الإيمان بأن الله تعالى سوف يبعث الأموات من قبورهم يوم القيامة للحساب، فيقول الكفار والمنافقون: قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا؟ ويقول المؤمنون: هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ.

وبهذا تعرف الفرق بين الحشر والبعث، فالبعث هو إحياء الناس بعد موتهم جميعاً، والحشر هو سوقهم وجمعهم في المحشر وهو الموقف، وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 31317.

والله أعلم.