عنوان الفتوى : عدة اختيارات لفراق الناشز

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

عندي مشكلة أرجو من فضيلتكم مساعدتي على اتخاذ الرأي فيها بما يسمح الشرع به وهي أني استأجرت شقة وتزوجت بها وبعد شهرين من الزواج مع العلم أنه فيه تدخل مستمر من العائلتين في شئوننا ولا نستطيع ردع التدخل حتى لا نغضب الوالدين وخوفا علي مشاعرهم لأن أمي كبيرة في السن وأخاف أن أغضبها فتترك لي البيت أو تموت وهي غير راضية عني وهي من النوعية التي تريد أن تنفذ رغبتها وتهدد دائماً بأنها ستتركني وهي كبيرة في العمر وليس لها أحد إلا أنا وهي مريضة جداً عندها قرحة المعدة وأي غضب يجعل حالتها صعبة جداً وتمرض وتحتاج لوقت حتي ترجع حالتها كما كانت ووالدي رحمه الله متوفى وليس لها ابن بار بها إلا أنا ولها ولد آخر أكبر مني ولكن عاق أما بالنسبة لي ممكن أن أضحي بكل ما لي في هذه الحياة وأحصل على رضى أمي ورضى ربي لدرجة أن زواجي هذا كان رغبة لأمي وأنا كنت رافضا هذا الزواج وصليت لله صلاة استخارة ولم يكن فيه توفيق ورفضت الزواج ولكن أمي هددتني بترك البيت إن لم أنفذ رغبتها والزواج من هذه الفتاة وتزوجتها لرغبتها وقلت لنفسي ماذا يريد الرجل المسلم إلإ زوجة متدينة وعفيفة تحافظ علي بما أمرها رب العالمين وسأعلمها كل ما هو طيب بالحياة وسنكون على ما يرام حتى لا أغضب أمي المهم أدخل في الموضوع، جئت أسافر لدولة عربية لتحسين حالتي المادية حتى أعيش أنا وزوجتي في رخاء طلبت من زوجتي أن تنتقل لشقة تعيش بها والدتي ووافقت زوجتي وبعد ذهابها إلى والدتها رجعت وغيرت رأيها بالرفض فقلت لها إما أن تعيشي عند أبيك أو مع والدتي فقالت سأعيش عند والدي فوصلتها بكل أدب واحترام وقلت سأنقل الجهاز عند أهلي حتى ربنا يسهل وأقوم ببناء شقة وتركتها ببيت والدها وذهبت أنقل الجهاز حتى أسافر في ميعادي وفوجئت بأهلها يتهجمون علي بمنع نقل الجهاز والتعدي عليه ورفع علي السلاح ووصل الأمر للشرطة وهي اشتكت بنفقة وبأني تعديت عليها بالضرب وأني أجبرتها على توقيع أوراق على بياض حتى أضيع حقها عندي وربنا وحده يعلم ببراءتي وأني كنت أعاملها كما يرضى الله المهم بعد سفري علمت أنها حامل وحاولت مراراً أن أصالحها وأنهي المشاكل بيننا ولكن دون جدوى لدرجة التلفون لا ترد عليه وتقول لمن يرد عليه قل له أن يركب أعلى ما في خيله أي أعمل ما أريد سواء طلاق أو غيره المهم لا توافق على الرجوع لي مرة أخرى لدرجة أنني قلت لها كلاما كثيرا أننا لسنا ملائكة ولسنا معصومين من الأخطاء ولابد أن يكون فيه سماح بيننا وننهي هذه المشاكل بالحسنى ونرجع لبعض حتى لا نخطئ في حق وليدنا ابن الشهرين فقط ولكن لا تريد الرجوع وحاولت لدرجة أن أمي ذهبت إليها للصلح فقامت هي وأهلها بطرد أمي وسبها بكلام لا يليق من مسلمين موحدين بالله وكنت سأتسرع وألقي عليها الطلاق ولكن خوفي أن أكون متسرعا في التلفظ بكلمة الطلاق وطلبت منها أن ترسل إليه صورة لابني المولود وأنا بعيد عن وطني لم تلب طلبي في إرسال صورة له وطلبت منها أيضاً أن تسمي ابني ( عبد الله ) فلم تلب طلبي وسمته ( أحمد ) على اسم خال لها توفي من فترة فلست معترضا على الاسم ولكن أعرض لفضيلتكم بعض الأمور ولا تطيع لي أمرا أمرته لها إلا بصعوبة فقلت لنفسي أرسل لفضيلتكم بهذه الرسالة حتى تساعدوني في الرأي الصائب فهل أطلقها وأنتهي من هذا الأمر وأريح نفسي وأريحها وابني سآخذه بعد حضانتها له وسيكون في سعادة سواء معي أو معها لأني الحمد لله على ما أظن سنكون أبوين صالحين المهم أريد أن أعرف هل علي ذنب بسببها وطبعاً سأعطيها كل مستحقاتها كما أمر رب العالمين فأرجو من فضيلتكم الرد علي جزاكم الله عن المسلمين خير الجزاء

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن خلال السؤال يتبين أن المرأة ناشز، وقد تقدم في معاملة الناشز فتاوى سابقة منها الفتوى رقم: 17322.

فإن لم ينفع معها ذلك، ورأيت أن تطلقها دون استرجاع ما قدمت لها من مهر فلك ذلك، ولك أن تعضلها حتى تفتدي منك وهو ما يسمى الخلع، ويستحب لك أن لا تأخذ منها أكثر مما أعطيتها.

ولا يفوتنا هنا أن نشيد ببرك لأمك وطاعتك لها لا سيما وهي في هذا السن، ونزف لك هذه البشارة من كلام الله سبحانه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ {الأحقاف: 15-16}.

وقال صلى الله عليه وسلم: رغم أنف رجل بلغ والداه عنده الكبر أو أحدهما، فلم يدخلاه الجنة. رواه الترمذي وقال حسن صحيح.

والله أعلم.