عنوان الفتوى : ليس للزوج أن يقلب في ماضي امرأته

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا امرأة مسلمة أكرمني الله تعالى بالتوبة وإن شاء الله بالمغفرة. مند سنة, حياتي قد انقلبت رأسا على عقب. لقد ارتكبت معصية كبيرة في صغري كان إيماني ضعيفا ولم أكن أعرف عاقبة ما أقوم به.كانت لي علاقة مشبوهة مع شاب لم تدم طويلا. بعدها تعرفت على زوجي أحببته حبا كبيرا تزوجنا مند 15 سنة ولنا أطفال. كل هذه المدة قضيتها و أنا همي الوحيد هو تقوية ديني و إيماني والمحا فظة على أسرتي. لقد اتصلت زوجة الشاب الذي كانت لي معه علاقة مشبوهة في الماضي, اتصلت بزوجي و قالت له إني كنت على علاقة مع زوجها (لقد اعترف لها في الماضي بذلك). لكن الأمر لم ينته, قالت لزوجي إني كل يوم موضوع جدال بينهما حيث إن الزوج كانت له العديد من العلاقات مشبوهة وزوجته تظن كل مرة أني أنا المقصودة. لم تتأكد من الأمر بل اختارت أن تحطم بيتي... ولعله ابتلاء من عند الله...من طبيعة زوجي انه يغار بطريقة غير عادية لا يتحمل أي خطأ, غضب وهاج فطلب مني أن أحلف على كتاب الله أن هذا الكلام لا صحة له ففعلت خوفا من انهيار كيان أسرتي وضياع أطفالي غفر الله لي وسامحني... مند سنة وأنا على هذه الحال أحيانا ينسى فنغيب تلك السحابة و نعيش في هناء و أحيانا تتدهور الأمور فيطلب مني أن أحلف مرة أخرى و يهددني بالطلاق ., حالتي النفسية منهارة تماما أجبرتني على متابعة طبية من طرف طبيب مختص. في هذه الأيام طلب مني أن اذهب معه إلى العمرة ذلك لكي أحلف أمام بيت الله وخاصة أن أقول " إن كذبت فاني محرمة عليه مدى الحياة" - إن قلت ذلك لأحافظ على أسرتي وأطفالي فهل أنا صحيحا محرمة عليه؟ ؟ ماذا أفعل في هذه الحالة-

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها الأخت أن من تاب تاب الله عليه، وأن التوبة تهدم ما كان قبلها وغيرة زوجك عليك دليل على محبته لك فاصبري عليه، ولا تقري له بشيء كان منك ثم تبت منه، ولا يجوز له هو أن يسأل عن ذلك، ويستحلفك ما دامت توبتك صادقة.

ويحرم على هذه المرأة إطلاق هذا الكلام الذي لا غرض لها من ورائه إلا الإفساد والدمار، ولا يجوز تصديقها إلا ببينة، ولذا فإننا نتوجه بالنصح للزوج أن يتقي الله تعالى وأن يحافظ على كيان أسرته ومشاعر زوجته، وأن الزوجة وإن وقعت فعلا في هذا الذي تثيره هذه المغرضة قبل زمن مديد ومدة طويلة، وتابت مما وقعت فيه، فكيف يجوز أن تعاقب على شيء تابت منه وأقلعت عنه منذ دهر طويل، والتائب محبوب من رب السماوات والأرض مقبول عنده فكيف لا نحب من أحبه الله ولا نقبل من قبله الله.

فلا تقلب الماضي ولا تكلف زوجتك الأيمان تلو الأيمان بل اطو الماضي ولا تلتفت إليه، وقم بالعمرة كما عزمت ولكن ليس من أجل تحليف زوجتك وأم أولادك بل بقصد التوبة والإنابة إلى الله تعالى، واسألوا الله تعالى أن يؤلف بين قلوبكم وأن يصلح حالكم لتقوموا بتربية أبنائكم على الخير وتعاليم الإسلام، وفقكم الله لما يحبه ويرضاه وجنبكم أهل الفساد والإفساد.

وأما أنت أيتها الأخت فلا يجوز لك أن تحلفي على كذب، وإن حدث وأن حلفت فإنك لا تحرمين على زوجك بذلك لأن الذي بيده التحريم هو الزوج لا أنت نسأل الله أن يفتح قلب زوجك للحق والهداية، وإن كان من الممكن أن تعرضي عليه الفتوى فعلت.

والله أعلم.