عنوان الفتوى : مسائل حول عمل المرأة

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

هل عمل المرأة حلال أم حرام؟ بمعنى هل الأصل هو التحريم ثم الإباحة إذا اضطرت للخروج لحاجة مادية أم الأصل هو الإباحة أم هو مباح لوظائف معينة مثل المدرسة و الطبيبة و غير ذلك فلا يجوز للمرأة أن تعمل؟ وإذا كان حلالاً بوجود الضوابط الشرعية ارتداء الحجاب وعدم الاختلاط فهل من يعمل في مكان مختلط مع محاولة الحفاظ على الحدود في العمل حرام أم حلال؟ وهل صحيح أن عمر بن الخطاب عين في منصب الحسبة امرأة وهي الشفاء بنت عبد الله التي كانت تحكم بين الرجال أم أن هذا وضع خاص كانت له ظروفه وملاباساته بما لا يجوز التعميم فيه؟ أنا أعمل حالياً وأحاول الحفاظ على عدم الكلام إلا فيما يخص العمل ولكن أحياناً يكون هناك كلام زائد (ليس كلاما خارجا) ولكنه لا علاقة له بالعمل فلا يضر ولا ينفع مثل التعليق على ما يحدث الآن أو مناقشة فكرة أو ظاهرة معينة فهل هذا حرام؟ أحياناً أفكر أن في ذهابي تربية للنفس لأني أدرب نفسي على ألا أتكلم إلا في العمل وقد نجحت إلى حد ما في التقليل من الكلام الخارج ولكن أحياناً أشعر أن هذا من مداخل الشيطان وأن ذهابي للعمل في حد ذاته حرام لأنه من الممكن أن يؤدي إلى معصية وهي الكلام الزائد فبذلك بما أنه يفتح باب المعصية فهو حرام فأين الصواب في ذلك؟ أعمل مترجمة لكاتبة (فأترجم لها المقالات أو أترجم لها ما يصلها من خطابات) و لكن هذه الكاتبة فكرها يميل إلى العلمانية فهل عملي معها حرام لأني أعينها بطريق غير مباشر على كتابة أفكارها؟ (المقالات التي أترجمها متنوعة الموضوعات) أنا أؤمن تماماً أن واجب المرأة الأول هو العبادة ومنها التبعل لزوجها وتربية الأبناء تربية إسلامية ولكني لم أتزوج بعد مما يعني أن عملي لا يؤثر على واجباتي تجاه أسرة تعتمد علي. ثانياً هل يعني هذا أن على كل بنت أن تجلس وتنتظر حتى تتزوج ثم تبدأ دورها في الحياة خاصةً مع تأخر سن الزواج الآن وأليس في ذلك تعطيل لجزء من طاقة المجتمع خاصةً مع مانعايشه من تخلف يحتاج لمساهمة كل فرد للنهضة بالأمة. وأخيراً هل النقاب فرض أنا أعلم بوجود اختلاف بين العلماء على ذلك و لكن أريد كلمة في هذا الموضوع تريحني؟ أنا آسفة على الإطالة و آسفة إن كنت تجاوزت حدودي في بعض النقاط ولكني أردت أن أعبر عن كل ما بي حتى أقطع أي مدخل للشيطان لكن أرجو الرد بالتفصيل لأن هذا الموضوع يحيرني بشدة وكل فترة أصل لقرار ثم أشعر أنه قرار خطأ فأعيد التفكير في الأمر وهكذا فلذلك أرجو إجابة تخرج أي تردد ناحية هذا الموضوع وجزاكم الله خيراً كثيراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أن المرأة متزوجة أو غير متزوجة تقر في بيتها ولا تخرج منه إلا لحاجة عامة أو خاصة، فقد لا تحتاج المرأة إلى الخروج لحاجة نفسها ولكن المجتمع يحتاج إليها، كالطبيبة والمدرسة، فهنا يجوز لها الخروج، بل قد يجب إذا تعين عليها ذلك.

وبالنسبة لك نقول: إن كنت محتاجة حاجة فعلية للعمل فلا بأس، مع الالتزام بالآداب الشرعية من عدم اختلاط محرم بالرجال أثناء العمل والحديث معهم بدون حاجة إلى الحديث معهم وعدم إظهار للزينة التي أمر الله بسترها عنهم، ومن ذلك الوجه على الراجح من أقوال أهل العلم. وراجعي في حكم ستر الوجه الفتوى رقم: 8287.

وأما سؤالك هل صحيح أن عمر بن الخطاب ولى الشفاء بنت عبد الله القرشية العدوية الحسبة بالسوق؟

فنقول: الوارد في ترجمتها أنه ولاها عملا ما في السوق، كما جاء في "تهذيب الكمال" في ترجمة الشفاء.

قال: وكان عمر بن الخطاب يقدمها في الرأي ويرضاها ويفضلها وربما ولاها شيئا من أمر السوق. اهـ.

وذكر مثل هذا عنها الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب".

وبخصوص عملك مترجمة لهذه الكاتبة ذات الميول العلمانية، إذا كنت تترجمين لها أفكارها فإن مسألة الإعانة على الإثم ظاهرة جدا في عملك، فأي إعانة أعظم من ترجمة كلام من يحادد الله ورسوله ويضاد حكم الله وشرعه؟!

فالواجب عليك ترك العمل مع هذه الكاتبة وإلا، كنت مشاركة لها في الإثم وإذاعة ونشر المنكر، وأي منكر أعظم من منازعة حاكمية الله جل وعلا.

قال تعالى: [إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ] (الأنعام: 57).

وقال: [وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ] (المائدة: 49).

ومعلوم أن العلمانية رفضت حكم الله في شؤون الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

والله أعلم.