عنوان الفتوى : لا يلزم البنت إخبار أبيها بمرض خطيبها

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

أنا فتاة مسلمة وقد تخرجت من الجامعة وقد قامت إحدى صديقاتي بترشيحي لأحد الأشخاص الذين تعرفهم وقد تقم بالفعل لخطبتي من أهلي وأنا أشعر أنه هو الإنسان الذي كنت أحلم أن أرتبط به طوال عمري، وهو إنسان على خلق عالٍ، ومهذب جدا، وهو أيضا قادر على الزواج، وإقامة بيت وأسرة أي الكثير من الصفات التي يوصي بها رسول الله عليه الصلاة والسلام لتتوافر في الشاب الذي يقدم على الزواج وأبي وأمي يحبونه جدا جدا ويتمنون إتمام الزواج في أسرع وقت ممكن ، المهم المشكلة التي قابلتني أنا وذلك الشاب هي أنه مريض، ومرضه في شرايين القلب، ولكن هو قادر على الزواج، حيث أن التحاليل والفحوصات التي قام بعملها قد أكدت أنه قادر على الزواج، وإقامة علاقة زوجية، وأكدت أيضا قدرته على ممارسة الممارسات الجنسية أيضا، لأنه يتناول الأدوية التي تحافظ عليه من هذه الناحية الجنسية، ولا يوجد ما يمنع زواجه من أي فتاة، ومن المؤكد أن هذا المرض يؤثر على طول عمره، ويسبب قصر عمره ولكننا كما نعرف أن الأعمار بيد الله -عز وجل- وليست بأيدينا فمن الممكن أن يكون عمري أقل من عمره، وبالرغم من أنه قادر على إقامة علاقة زوجية ناجحة، إلا أن الأطباء والفحوصات التي قام بعملها تبين أن حالته تعتبر من الحالات الميؤوس من علاجها، ولكنه يتناول الأدوية والعلاج، التي تحافظ على عدم تدهور حالته الصحية، وهو قادر ماديا على ذلك، وهو قد صارحني في البداية أنه مريض، ولم يخبئ عني أي شيء أبدا، ولكن المشكلة الآن أنه يقول لي أنه من الأفضل أن نخبر والدي بحقيقة مرضه ولكني قد تعلقت به فعلا ولا أستطيع أن أخبر والدي بأنة مريض، لأن والدي سوف يرفض هذه الزيجة رفضا تاماً، ولن يسمح باستمرارها ولكني أنا لا أستطيع أن أنهي علاقتي بهذا الشاب، أنا الآن أريد أن أعرف هل من الممكن أن يتم زواجنا دون أن يكون والدي شاهدا على عقد قراننا أي دون معرفته ولكننا سنتزوج علي يد مأذون وثلاثة شهود وعلى سنة الله ورسوله ؟فأنا التي سوف أعيش معه، وأنا أجد سعادتي معه، وأريد أن أكمل باقي عمري معه، فهل هذا حرام؟ وما عقوبته عند الله -عز وجل-؟ وإذا كان من الممكن أن نكفر عنه حتى يغفر لنا الله -سبحانه وتعالى- فما هي كفارته؟ وذلك لأننا لا نريد أن نعصي الله عز وجل ونحن نخاف الله خوفا شديدا ونخاف على الإقدام بهذه الخطوة دون معرفة الحلال من الحرام أو التجرؤ عليه في أي شيء ونحن نريد أن نعف أنفسنا وأن تكون علاقتنا في الحلال ليس في الحرام, كل ما أريد معرفته إذا كان الإقدام على الزواج منه حلالا أم حراما فقط لا غير لا أريد الرأي والنصيحة أن الزواج منه سبب المتاعب والمشاكل وأني سأتعب معه في المستقبل بسبب مرضه فأنا أعرف كل شيء عن مرضه وراضية بكل ما سيجري لي لأني أحبه جدا جدا وقد تعلقت به فعلا ،- أريد الرد على أسئلتي فأنا في حيرة كبيرة وشديدة، أرجوك ساعدني فأنا أحتاج جدا للمساعدة -بارك الله فيك-، وفي أمثالك

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمرض المذكور ليس من العيوب التي يجب بيانها، ولا يثبت به الفسخ إذا لم يحصل البيان، وبما أن الرجل قد أخبرك بهذا المرض فقد أحسن، حيث فعل ما لا يلزمه نصحا لك، ولا يلزمك أن تخبري أباك بمرض هذا الرجل، ويمكنك أن تواصلي إجراءات الزواج مع والدك بدون إخباره، ولا بد أن يتولى عقد النكاح أبوك لأنه وليك، ولا نكاح إلا بولي، ولا يجوز لك أن تتزوجي بهذا الرجل عند المأذون بدون ولي، وراجعي الفتوى رقم: 5855.

وإذا فرض أن ذلك قد حصل، فإن النكاح باطل، ولا بد من إعادته مع وجود الولي، وإذا فرض أنه قد حصل جماع بناء على ذلك، فإن ذلك حرام، وتجب التوبة فيه ولا كفارة له إلا ذلك.

ونريد أن ننبه السائلة إلى أنه لا تجوز لها إقامة علاقة مع هذا الرجل قبل الزواج، فعليها أن تقطع هذه العلاقة فورا حتى يتم الزواج.

نسأل الله أن يسهل أمرك وأن يصلح حالك، وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير.

والله أعلم.