عنوان الفتوى : الحكمة من خلق أفعال الشر

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السؤال

سؤالي هو: هل أفعال الشر مثل الزنا، خلقها الله -عزَّ وجل- لأن شيخنا قال: إن الله خلقها. واستدل بقوله تعالى: والله خلقكم وما تعملون. الصافات.
فكرت هنيهة، فقلت: كلام حق. لكن عندما رجعت للتفسير، وجدته ينص على أن المقصود هنا الأصنام التي أنكرها إبراهيم على قومه.
أفيدونا، وفقني الله وإياكم للصواب.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالشرور والآثام لا تخرج عن خلق الله تعالى، شأنها شأن الخير والطاعات، فالكل من خلق الله تعالى، ومع ذلك فالعباد هم العاملون لها بمشيئتهم التي لا تخرج عن مشيئة الله. 

فإثبات قضاء الله وقدره، وخلقه لأعمال عباده، لا يعني نفي إرادة العبد وكسبه لعمله، كما لا يلزم من إثبات علم الله الأزلي، أن العبد مجبر على فعله. وقد تقدم لنا تفصيل ذلك في الفتاوى: 95359، 130894، 129808

ويبقى سؤال: لماذا خلق الله الشر والضرر؟ وهذا يرجع في جوابه، للفتويين: 135313، 400585.

وأما قوله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ {الصافات:96}، ففي معناه قولان.

قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية: يحتمل أن تكون "ما" مصدرية، فيكون تقدير الكلام: والله خلقكم وعملكم. ويحتمل أن تكون بمعنى "الذي" تقديره: والله خلقكم والذي تعملونه. وكلا القولين متلازم، والأول أظهر؛ لما رواه البخاري في كتاب أفعال العباد .. عن حذيفة مرفوعا قال: "إن الله يصنع كل صانع وصنعته"، وقرأ بعضهم: {والله خلقكم وما تعملون}. اهـ. 

والله أعلم.