عنوان الفتوى : كيف وأين تقضي حاجتك وتستنجي؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

مشكلتي عن الطهارة، وقد أحدثت لي هما كثيرا، وحزنا كثيرا. وهي: أريد أن أتبول على أرض رخوة، ولكن في هذا العصر الذي نعيش فيه، لم تعد هذه الأرض الرخوة متاحة، لكن أصبحت المقاعد كلها صلبة، وأخاف أن يصيبني رشاش البول. فكيف أوفر أرضا رخوة؟ وعند الاستنجاء بالماء: كيف أغسل النجاسة، دون أن تنتشر المياه التي أغسل بها حول موضع نزول النجاسة؟ من فضلكم اشرحوا لي بالتفصيل، حتى أفهم؛ لأني أخاف أن يصيبني الوسواس، وأعلم أن هذا بلاء شديد.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:                          

 فإن المستحب للشخص ألا يبول إلا في مكان سهل رخو, فإذا أمكن ذلك, فهو أفضل, ولا يلزمك تحصيل المكان الرخو إذا لم تجده.

وفي هذه الحالة تقوم بإدناء الذكر من المكان الصلب، مخافة أن يصيبك بعض البول, ولأجل قطع الوسوسة.

يقول الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع: و «رخوا»: مثلث الراء، ومعناه المكان اللين الذي لا يخشى منه رشاش البول. فإن قيل: لماذا يستحب؟
فالجواب: أنه أسلم من رشاش البول، وإن كان الأصل عدم إصابته، لكن ربما يفتح باب الوسواس إذا كان المكان صلبا. وكثير من الناس يبتلى بالوسواس في هذه الحال، فيقول: أخشى أن يكون قد رش علي، ثم تبدأ النفس تعمل عملها حتى يبقى شاكا في أمره.
فإن كان في أرض ليس حوله شيء رخو، قالوا: يدني ذكره من الأرض حتى لا يحصل الرشاش، وهذا صحيح، وكل هذا إبعاد عن الوسواس والشكوك التي يلقيها الشيطان في نفس الإنسان. انتهى.

 وبخصوص قولك: "كيف أغسل النجاسة، دون أن تنتشر المياه"؟

فالجواب أنه يكفيك غسل محل خروج البول بدون تكلف, ولا مبالغة. فإذا فعلت ذلك, فلن يتناثر الماء على المكان، مع أن هذا الماء محمول على الطهارة ما دام قد انفصل غير متغير بالنجاسة.

فقد جاء في مجموع الفتاوى للشيخ ابن عثيمين: أيضًا يعلل بأن الأصل بقاء ما كان على ما كان، فإذا شك في نجاسة طاهر، فهو طاهر، أو في طهارة نجس، فهو نجس، لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان. انتهى.
وراجع الفتوى رقم: 368308، وما أحيل عليه فيها، وقد تبين لنا من خلال أسئلتك السابقة أن لديك بعض الوساوس, فلأجل ذلك ننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك علاج نافع علاج لها، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 3086.

والله أعلم.