عنوان الفتوى : اللفظ الموضوع للنذر لا يحتاج إلى نية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كنت أتحدث مع نفسي بصوت لا يسمعه إلا أنا بأنه إذا أكرمني الله بمولود لأصومنّ الاثنين والخميس من كل أسبوع مدى الحياة ولم تكن نيتي النذر بل كانت نيتي الشكر لله فهل هذا يعتبر نذراً رغم عدم نيتي ومقصدي النذر؟ وماذا عليّ إذا لم أستطع الصيام؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالنذر هو: التزام الفعل بالقول مما يكون طاعة لله عز وجل، من الأعمال قُربة. ذكره ابن العربي في أحكام القرآن. وقال صاحب مطالب أولي النهى: والنذر في الشرع، إلزام مكلف مختار، ولو كان كافرًا بعبادة، لحديث عمر: إني كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أوف بنذرك . اهـ وقال الرملي في نهاية المحتاج: وشرعًا: الوعد بخير بالتزام قربة على وجه يأتي. اهـ. فهذه التعريفات للنذر في مختلف المذاهب تدل على أن النذر فيه التزام ما ليس بلازم من القرب، وحاصل ما في السؤال يدل على ذلك، سواء نوى السائل النذر أو نوى الشكر، لأن اللفظ الذي ألزم به نفسه لفظ نذر، واللفظ الموضوع للنذر لا يحتاج إلى نية لقوة دلالته على المطلوب. قال التفتازاني في شرح التلويح على التوضيح: الكلام موضوع للنذر وهو إنشاء فيثبت الموضوع له وإن لم ينو. اهـ وقال شيخي زاده في مجمع الأنهر: النذر لا يثبت بإرادته، بل بصيغته، لأنها إنشاء للنذر، سواء أراد أو لم يُرد. اهـ وكون السائل جمع بين لفظ النذر ونية الشكر، لا ينفي كون كلامه هذا نذرًا؛ لأن نية الشكر بيان للباعث على النذر، لا أنها تنفي التزام القربة. ولذا فإنه يجب على السائل الوفاء بنذره للنصوص الدالة على ذلك، فإذا عجز عن الوفاء به، كانت عليه كفارة يمين وبها يتحلل من نذره، وقد مضى بيان كثير من الأحكام المتعلقة بهذا السؤال في الفتاوى التالية: 17463، 3723، 4241، 34106، 34472. والله أعلم.