عنوان الفتوى : الاهتمام بما يقوله الناس لا يمدح ولا يذم بإطلاق

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أمراض القلوب، وذنوب القلوب هي السّبب في أمراض الجوارح وذنوبها، أريد أن أفهم مسألة، ولنضرب مثالا: مرض الاهتمام بما يقوله النّاس، فهل مجرّد وجود هذا الأمر في القلب يعدّ معصية أم هو مراتب؟ فمثلا: إذا كان الاهتمام بما يقوله النّاس يؤدّي بالمسلم إلى الحرام فهذا حرام في القلب والجوارح؟ وإذا كان الاهتمام بما يقوله النّاس يؤدّي بالمسلم إلى الوقوع في المكروه دون الحرام، فهذا وإن كان ضعفا ولا يليق إلاّ أنّ ذلك ليس حراما في القلب، بل مكروه، لأنّني أظنّ أنني مصاب بهذا المرض، فقررت البرنامج العلاجي التّدرّجي وهو أن أجعل قاعدة في حياتي ـ إن شاء الله ـ وهي أن لا أبالي بأحد مادام الأمر معصية لله، ومادام الأمر ليس بمعصية، فالأصل أن لا أبالي إلا إذا لم أستطع، أريد بهذه الطّريقة أن أعالج نفسي فأصل بها إلى الكمال ـ إن شاء الله ـ حتّى يصير المسلم لا يبالي مطلقا، فهل كل ما قلته صحيح؟.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فإن الاهتمام بما يقوله الناس ليس مذموما بإطلاق، بل إن حمل على خير كان خيرا، والمسلم مطالب بأن يتوقى مواطن الشبهات، ويحرص على سلامة سمعته، وحسن سيرته بين الناس. وانظر الفتوى رقم: 147019.

وإنما يذم الاهتمام بما يقوله الناس إذا حمل على مراءاتهم، وأن يعمل الشخص الطاعة لا يريد منها إلا ثناءهم ومدحهم، وكذا يذم إذا حمل على مخالفة أمر الله تعالى، والإقدام على معصيته، فيعمل الشخص المعصية لكون العرف يقتضي فعلها، ولكون الناس يذمونه إذا لم يفعلها، فهذا الذي قدم الحياء من الناس على الحياء من الله تعالى مذموم ولا شك، وعليه أن يعلم أن من أسخط الناس برضا الله، رضي الله عنه، وأرضى عنه الناس، ومن أسخط الله برضا الناس، سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس، وليجعل مطلبه الأول هو مرضاة الله، وليستحي منه حق الحياء، ولا يقدم على الخوف منه سبحانه خوفا من قالة أحد أو مذمته، وإذا علمت هذا، فما كان مذموما من الاهتمام بالناس وكلامهم، فعليك أن تبادر الى تركه، ولا تأخذك في ذلك لومة لائم، وما لم يكن كذلك، فإنه لا يضرك.

والله أعلم.