عنوان الفتوى : حكم اللحن في قراءة الأذكار

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل يشترط فيما يقال في الصلاة وأذكار الصباح والمساء نطق الحروف بوضوح؟ بمعنى: أنني لو لم أنطق الحرف بشكل صحيح أو واضح هل يلزمني إعادة الذكر؟ أرجو التفصيل في إجابتكم، وجزاكم الله خيرًا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الذي سألت عنه فيه تفصيل؛ فإن كنت تقصدين بقولك: "نطق الحروف بوضوح" إعطاء كل حرف حقه من الشدة أو الرخاوة أو القلقلة والاستعلاء والجهر والهمس... والدقة في إخراجه من مخرجه ونحو ذلك: فهذا لا شك في أن الأفضل للشخص الحرص عليه، ولا ينبغي تعمد خلافه لمن يقدر عليه.

 وإن كنت تقصد نطقها على نحو يخرج به الحرف عن حقيقته؛ كأن تنطق السين صادًا أو زايًا والقاف كافًا أو غينًا ... أو أن يمد غير الممدود أو يترك المد عند محله أو يرفع في محل النصب والخفض ونحو ذلك: فهذا من اللحن، ولا يجوز تعمده، وقد اختلف العلماء في بطلان الصلاة به تبعًا لاختلافهم في وجوب أو عدم وجوب أذكار الصلاة؛ قال النووي -رحمه الله-: ... وأما إن وقع هذا في غير تكبيرة الإحرام كتكبيرات الانتقال، فلا تبطل به الصلاة عند الجمهور الذين ذهبوا إلى أن تكبيرات الانتقال سنة لا واجبة، وعند الحنابلة الموجبين لتكبيرات الانتقال، فإن تعمد اللحن في تكبيرة الانتقال أو عدم النطق ببعضها، بما لا يكون معه آتيًا بالتكبير المشروع مبطل للصلاة، فإن ترك الواجبات مبطل للصلاة عندهم إذا كان عمدًا، وأما تركها نسيانًا أو جهلًا فلا تبطل به الصلاة، ولكن تجبر بسجود السهو. اهـ.
قال ابن عابدين:
وأما اللحن في التسميع فهو ما يفعله عامتهم إلا الفرد النادر منهم؛ فيقولون: "رابنا لك الحامد" بزيادة ألف بعد راء ربنا وألف بعد حاء الحمد، أمّا الثانية: فلا شك في كراهتها، وأما الأولى: فلم أر من نبه عليها، ولو قيل إنها مفسدة لم يكن بعيدًا؛ لأنه الراب بتشديد الباء زوج الأم، كما في الصحاح والقاموس، وهو مفسد للمعنى، إلا أن يقال يمكن إطلاقه عليه تعالى وإن لم يكن واردًا، لأنه اسم فاعل من التربية فهو بمعنى رب، وعلى كل حال؛ فجميع ما ذكرناه لا يحل فعله وما هو مفسد منه يكون ضرره متعديًا إلى بقية المقتدي ممن يأخذ عنه. انتهى.
ولا حرج في مخالفة ما ذكر بسبب لكنة أو عجمة غلبت على لسان القارئ، ولكنه يتعين أن يجاهد نفسه حتى ينطق الحروف نطقًا فصيحًا.

وإذا أخطأ فيه القادر فعليه أن يعيده على الوجه الصحيح ما لم يؤده ذلك إلى الوسواس.

وجميع ما ذكر يشترك فيه أذكار الصلاة، وأذكار الصباح والمساء، وغير ذلك من الأذكار، غير أن ما كان خارج الصلاة لا يتصور فيه القول ببطلانها.

 والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
هل يشرع قول: المسيح صلى الله عليه وسلم؟
فعل العبادة بنية استجابة الدعاء
سؤال العبد الرزق ليستعين به على معصية من الاعتداء في الدعاء
قراءة المرأة القرآن من أجل تفريج كرب زميلها وإخباره بذلك
رمي ما كتب عليه: "أمة اقرأ، تقرأ" في القمامة
هل يجوز الدعاء على المسلم الظالم بالردة؟ وهل يؤجر من دعا بذلك؟
ما هو المقام المحمود؟ وهل يجوز الدعاء به؟
هل يشرع قول: المسيح صلى الله عليه وسلم؟
فعل العبادة بنية استجابة الدعاء
سؤال العبد الرزق ليستعين به على معصية من الاعتداء في الدعاء
قراءة المرأة القرآن من أجل تفريج كرب زميلها وإخباره بذلك
رمي ما كتب عليه: "أمة اقرأ، تقرأ" في القمامة
هل يجوز الدعاء على المسلم الظالم بالردة؟ وهل يؤجر من دعا بذلك؟
ما هو المقام المحمود؟ وهل يجوز الدعاء به؟