الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المفتى به عندنا جواز اللعب بالألعاب الإلكترونية إن كانت خالية من المحاذير الشرعية، وذلك بألا تشغل عن ذكر الله والصلاة، وألا يكون فيها قمار، ولا يكون فيها موسيقى، أو صور نساء عاريات، وألا تفضي إلى العداوة والبغضاء بين من يلعبون بها، كما سبق بيان ذلك في الفتويين رقم: 8393، ورقم: 9168.

ومشاهدة الألعاب التي فيها رسوم لصور ذوات الأرواح لا بأس بها، لأن ذلك لا يدخل في الوعيد الوارد في حق المصورين، فمشاهدة الصور ليست تصويرا، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: لا يحرم النظر إلى الصورة المحرمة من حيث هي صور عند الحنابلة، ونقل ابن قدامة أن النصارى صنعوا لعمر ـ رضي الله عنه ـ حين قدم الشام طعامًا فدعوه، فقال: أين هو؟ قال: في الكنيسة, فأبى أن يذهب، وقال لعلي رضي الله عنه: امض بالناس فليتغدوا، فذهب علي ـ رضي الله عنه ـ بالناس فدخل الكنيسة، وتغدى هو والناس، وجعل علي ينظر إلى الصور، وقال: ما على أمير المؤمنين لو دخل فأكل. اهـ.

وانظر الفتوى رقم: 104218.

وبالتالي، فإن اللعب بألعاب فيها صور الخنزير الأصل فيه الجواز مثل باقي الألعاب المشتملة على صور ذوات الأرواح، لكن إن كان وجود الخنزير في اللعبة يترتب عليه ما يتنافى مع الشرع ـ كما يحصل في بعض الألعاب التي يتم فيها شراء الخنزير وبيعه من خلال النقاط الممنوحة للاعب ـ فلا يجوز اللعب بها رغم أن الشراء والبيع غير حقيقيين، وانظر الفتوى رقم: 134182.

أما عن السؤل الثاني: فإن السنة للصائم الإفطار على رطبات، فإن لم يجد فتمرات، فإن لم يجد أفطر على الماء، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء. صححه الحاكم، ووافقه الذهبي والألباني، وحسنه الترمذي.

وبالتالي، فإن الإفطار على الماء مع وجود التمر غير مبطل للصوم، لكنه خلاف الأولى.

والله أعلم.