عنوان الفتوى : كذب لا نذر

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

حدثتني نفسي أن أتبرع بأي أموال يعطيني إياها أخي. وفي إحدى المرات قلت له: لن آخذ منك أي أموال؛ لأني لو أخذتها سأتبرع بها. فقال لي ما معناه: هل هو نذر؟ رددت بما معناه: "نعم هو نذر" أو "نعم نذرت ذلك" فهل أنا بذلك وقعت في النذر من دون قصد؟ وهل يجب عليّ أن أتبرع بأي أموال يعطيني إياها أخي؟ وهل "حكاية النذر" تجعل النذر واجبًا حتى ولو لم يكن مقصودًا، أم هو مجرد إخبار بأمر غير صحيح، وبالتالي لا يلزم فيه شيء مثلما جاء في الفتوى رقم:179819

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دمت لم تقصد النذر - كما يفهم من سؤالك - ، وإنما قصدت الإخبار بشيء غير صحيح، فليس عليك نذر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات.. رواه البخاري.

والنذر - كغيره من العبادات - لا بد فيه من القصد، أي أن يقصد الإنسان إلزام نفسه بطاعة لم يكلف بها شرعا، قال خليل: - معرفا النذر -: هو التزام مسلم مكلف.. اهـ.

وكونك أخبرت أخاك بأنك نذرت - وأنت في حقيقة الأمر لم تنذر شيئا - يعد كذبا لا نذرا، فعليك أن تتوب إلى الله تعالى من ذلك، ولا يلزمك غير هذا.

 كما أن حديث النفس لا يترتب عليه شيء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل، أو تتكلم. متفق عليه.

فدع عنك الوساوس وتجاهلها، كما أوصيناك في السابق مرارا وتكرارا.

والله أعلم.