عنوان الفتوى : الحرص على الزواج بفتاة ملتزمة بدينها ولباسها ليس من التشدد

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أريد حلا يا شيخ عندي موضوع وأحب أن آخذ رأيك فيه, أنا أظن ـ ولله الحمد ـ أني على صواب, لكن ربما أحتاج لبعض الإرشاد والتوجيه, الموضوع أني قاربت على 31 من عمري وإلى الآن ما تزوجت, أنا مغترب وأعيش وحدي في إحدى دول الخليج، وأعمل بوظيفة مهندس براتب جيد، ولله الحمد, تأخري بالزواج كان لعوامل متنوعة, كنت أساعد أهلي بالمصروف بحكم الأسعار والحياة الغالية في بلدي الأم الأردن, وأيضا كنت وما زلت متمسكا برأيي في موضوع لباس البنت عند خروجها, أنا أي بنت أتقدم لها كنت أشترط لبسها للجلباب الفضفاض، وعدم وضع مكياج, ولكن للأسف أني أواجه صدودا من البنات ومن أهلي، كما أنهم يقولون بأني متشدد ويلزم أن أرخي قليلا وما أتشدد كثيرا، وهي بعدها عروس ولكن إذا صارت عندك فمع الوقت تعلمها وتفهمها، وهكذا أغلب البنات بالبداية ومع الوقت تلتزم، ويلومونني لماذا أكسر خاطر البنات وأضيع الفرص من بين يدي, وأنا يا شيخ أغار كثيرا ولا أرضى ولا أرتاح إذا امرأتي طلعت بدون حجاب صحيح, جلباب واسع غير ضيق ومكسم مثل ما أرى البنات هذه الأيام، أو أنه ملون بألوان ملفتة للانتباه، أو أي فستان أو تنورة الناس تدعي أنها ساترة, فأنا أتعرض لضغط نفسي، والكل يعارضني ويقول لي: يلزم أن أرخي قليلا وما أتشدد، والكل يقول لي هكذا ما تتزوج، وما رأيت أحدا وقف معي بأن الذي أعمله صحيح إلا أخي الصغير قال لي الأيام هذه الذي يمشي على الدين يعتبر متشددا, وأنا أرفض هذه التسمية؛ لأنه لا تشدد ولا تنازل ولا محاباة بالشرع, حتى أخي الأكبر إمام مسجد اعترض علي وقال لي زودتها. يا شيخ ما هو الحل؟ هل أعمل مثل كل الناس وأرخي وفقط أتزوج أحاورها أو لا, من هو أصغر مني صار عنده أبناء بالمدارس، والكل أحس أنه يشمت بي ويسخر مني وضدي، مع أن مظهري عادي مثل بقية الشباب لا يوجد أي من مظاهر التشدد الذي الناس تحكي عنها، غير ملتح ولا أسمع أغاني، وتركت الدخان، وعائلتي عادية مثل بقية العائلات. ممكن يا شيخ نصيحة منك إذا تكرمت علي، وبارك فيك.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن الحياة الزوجية مشوار طويل، ينبغي أن يتحرى فيه صاحبه كل ما يمكن أن يعين على ديمومة هذه الحياة، وما يمكن أن يكون سببا في انقطاعها، وأمر الدين والخلق من أهم الأسباب المعينة في هذا السيل، ومن هنا جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحث على اختيار المرأة الدينة الصينة التي يرجى أن تراعي حق ربها، وتعرف مكانة زوجها، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 113879، والفتوى رقم: 102725.

 ومن طلب امرأة بمثل هذه الصفات، تحرص على لبس الحجاب بالمواصفات الشرعية التي يحبها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو تجتنب ما يسخط الله ورسوله من التبرج بزينة ونحو ذلك، لم يخرج عن حد الاعتدال، ولا يجوز أن يوصف بالتشدد أو يذم على ذلك، وتراجع الفتاوى التالية أرقامها: 6745 - 18247 - 69967.

وأما الزواج من فتاة مفرطة في دينها على زعم إصلاحها مستقبلا فأمر لا يخلو من المجازفة، وقد يؤدي أحيانا ـ والواقع شاهد ـ إلى أن يضعف الرجل ويرق دينه، فتكون المرأة قد أثرت عليه بدلا من أن يؤثر عليها.

فوصيتنا لك أن تثبت على ما أنت عليه من الرأي، وأن تجتهد في البحث عن الزوجة الصالحة، مستعينا بالله تعالى أولا، بدعائه والتضرع إليه، فالدعاء من أعظم ما يحقق به المسلم مبتغاه، ثم استعن بالثقات من الناس، فلن تعدم امرأة صالحة إن شاء الله.

والله أعلم.