عنوان الفتوى : هل تأثم المرأة إذا رآها الأجانب بزينتها في قاعة أفراح خاصة بالنساء؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

كنت في حفل زفافي أرتدي فستانا يظهر يدي وجزءا من ظهري ورقبتي وما يليها، وكنت قد حجزت قاعة للنساء وأخرى للرجال في مسجد النور، ولكنني لم أكن أعلم أن القاعة ليس لها باب وليست مغلقة، وكنت أضع مثل خمار كبير يغطي وجهي كاملا ونصفي العلوي عند الخروج من القاعة إلى السيارة التي تقلنا إلى المنزل، ولا أعلم هل أثمت بهذا أم لا، لأنني منتقبة وربما أسأت بهذا لنقابي؟ حيث علمت أن البعض قال عني هذه هي المتدينة انظري ماذا ترتدي، ولم أدع غير مسلمة في زفافي، مع أنني لم أتنمص ولم أظهر على الرجال بوجهي ولم أظهر عيني ولم يكن بالقاعة أية أغان، فقط صديقاتي أنشدن لي، ولم أظهر ما لا يحل أن تراه النساء مني، ولكن حصلت أشياء لم أحسب حسابها اعتقدت أن أبي وإخوتي سيكونون في القاعة الأخرى وكذلك زوجي، ولن أراه إلا في بيتنا بعد ذلك، ولكنهم جاءوا وهنئوني، وما كنت لأرتدي هذا أمامهم، وتعمد أخو زوجي الدخول نيابة عنه للقاعة والجلوس، أخبرتني إحدى صديقاتي أنه دخل وكان مصرا على التواجد وناشدته بلطف أن هذه القاعة للنساء ولا يجوز أن يراني هكذا وخرج، ولا أدري من فعل ذلك ورأى مني ما يحرم عليه؟! مع أنني عندما رأيت القاعة ليست مغلقة ذهبت إلى مكان بعيد عن باب القاعة المفتوح يسترني عنها، وصديقاتي ظللن حولي، وكلفت أخي وأختي أن يقفوا عند باب القاعة ولا يسمحوا للرجال بالنظر ولا الدخول، ولكنهم كانوا يتركون الباب أحيانا، وعندما يجيء أحد تنبهني صديقاتي ويسدلن علي الخمار وهكذا. ولم أوكل أحدا بالتصوير ولكن أخي صورني، وأعلم أن الاستديو به أنثي تحمض وتخرج الصور، ولكن كانت الكاميرا للمسجد التي كان يصور بها، ولم أطلب ذلك ولم أعلم أنها ليست له للانشغال في الزفاف والناس، وعندما أرى الصور أتحير هل أخطأت؟ ولم أحسب حساب كل هذا لأنني كنت أحسبها ساعة مع الصديقات والنساء في المسجد لكتب كتابي وأذهب إلى المنزل، فهل علي إثم؟ وهل احتفاظي بالصور يعارض ندمي على ما حدث؟ مع أن صوري معه تشعرني بالراحة والمودة، وحينما يكون بيننا خلاف تهدئني، وقبل الفرح جئت بمن تقوم بعمل حمام العروسة لي وهي مسلمة محجبة، وكنت أستر صدري بما تلبسه النساء تحت الملابس، وأرتدي بنطلونا إلى السرة، وكنت آخذ منها المنتجات وأغسل هذه المناطق وأدعها تقوم بالباقي.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يبارك لكما، ويجمع بينكما على خير، وأن يغفر لك ما كان وأن يزيل عنك الحيرة ويرزقك السكينة والاطمئنان وبعد: فقد كان الواجب عليك أن تستوثقي من توفر كافة أسباب الستر والحشمة في القاعة المذكورة قبل استئجارها، فإن كثيرا ‏من الرجال يتساهلون في الأعراس بارتكاب أنواع من المنكرات بحجة العرس والفرح.

أمَا وقد كان ما كان وتسألين عن ‏الإثم، فنقول والله المستعان: إذا بدا شيء من عورتك لمن يحرم عليه الاطلاع عليها من الرجال المحارم أو الأجانب بسبب تقصير منك أو تهاون ‏نالك من الإثم بسبب ذلك على قدر تقصيرك وتهاونك، وانظري لذلك الفتوى رقم: 27044

أمّا إذا أخذت بالأسباب المانعة ‏من امتداد أعين الرجال إليك، فالإثم على من دخل عليك القاعة من الرجال بغير استئذان ومن اختلس النظر أو صور الصور ‏دون علمكم، سواء كان من الرجال المحارم أو الأجانب، فقد فعلت ما عليك، وذلك أن ظهرَ المرأة عورة أمام محارمها، كما أن العنق والوجه ‏واليدين عورة أمام الأجانب، كما قررناه في الفتويين رقم: ‏‎599‎‏، ورقم: 1225.

وإذا كان الخمار الكبير رقيقا يصف ما تحته، ‏فهذا من تقصيرك في الستر والإخلال بشروط حجاب المرأة المسلمة، كما بيناها في الفتاوى التالية أرقها: 74264، 6745، 19184.

وللمزيد في حكم ‏لبس العروس فستان الزفاف تنظر الفتوى رقم: 53401.‏

أما ما يتعلق بحكم تصوير الأعراس فقد بيناه في فتاوى عديدة سابقة منها الفتاى التالية أرقاها: 27616، ، 220039 ، ‏‏105973.

وكذلك الاحتفاظ بصور الأعراس بينا حكمه في فتاوى سابقة منها الفتاوى التالية أرقامها: 191801، 94727، ‏‏146543. ‏

وبناء على القول بتحريم تلك الصور، فإن من تمام التوبة والندم على ما سبق التخلص منها، وللفائدة فيما يتعلق بحمام العروس تنظر الفتويان رقم:10387، ورقم: 51857.‏

والله أعلم.