الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا حكم تخصيص قل هو الله أحد بالقراءة في الصلاة في الفتوى رقم: 121974، وهو أنه لا بأس بذلك، ولكن الأولى اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة.

جاء في مرقاة المفاتيح للقاري: فَيَخْتِمُ لَهُمْ، أَيْ قِرَاءَتَهُ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَبَرُّكًا بِقِرَاءَتِهِ وَمَحَبَّةً لِتِلَاوَتِهِ، أَيْ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأَخِيرَةِ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ مِنْ كُلِّ صَلَاةٍ هَذِهِ السُّورَةَ، قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: أَيْ يَخْتِمُ قِرَاءَتَهُ لِلْفَاتِحَةِ أَوْ لِمَا يَقْرَؤُهُ بَعْدَهَا مِنَ الْقُرْآنِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ـ وَلَا شَكَّ أَنَّ حَمْلَنَا أَوْلَى فَإِنَّهُ لَا يُكْرَهُ بِلَا خِلَافٍ. اهـ

قال ابن المنير: وفي الحديث أن المقاصد تغير أحكام الفعل، لأن الرجل لو قال، إن الحامل له على إعادتها أمر غير ما ذكره لأجابه بما يناسبه، فلما ذكر أن الداعي لذلك محبتها وظهرت صحة قصده لذلك صوّبه وقال: فيه دليل على جواز تخصيص بعض القرآن بميل النفس والاستكثار منه، ولا يعدّ ذلك هجراناً للبعض. اهـ

كأن ابن المنير يقصد أن من غلبه حب السورة فكان يقرؤها، فلا بأس، بخلاف من جعلها ورداً دون أن يوجد عنده هذا المعنى الذي وجده الصحابي، وعندها يقال له هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هدي الصحابي فاتبعه، وراجع للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 195655، 23983، 12118.

والله أعلم.