عنوان الفتوى : خطورة الاسترسال مع الوساوس على الدين

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

قبل فترة كنت أتكلم مع أحد الأصدقاء عن حكم الإسلام في المفسد في الأرض، فانزلقت مني كلمة: هذا ليس حكما. ومن المعلوم أن من يقول إن أحكام الإسلام وحشية، فهو كافر، فسألت عن حكم ما قلت في أحد المواقع المختصة بالفتوى. ولكن بعد أن تمت الإجابة عن سؤالي، أصبحت أشك في كل شيء، فمثلا أصبحت أشك هل الصلاة التي نصليها هي الصلاة المأخوذة عن النبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟ فأصبحت أشك في كل شيء في القرآن، في الدين، في الأحكام، في كل شيء. وأصبحت أشك هل الدين الذي نتبعه صحيح؟ وأصبح في عقلي كلام كفري من الاستحالة قوله، وأحاول أن أبتعد عن الكلام في الدين خوفا من هذه الشكوك ؟ هل هذا الشك مخرج من الملة أم إني فتحت على نفسي باب الوسواس، فقد أصبت بالسواس في الصلاة ولا زلت. وكيف أتعامل مع هذا الشك؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنك أيها الأخ الكريم مصاب بداء الوسوسة، وهذا الداء من أخطر الأدواء وأضرها على العبد، وأشدها إفسادا لدينه ودنياه، فسد على نفسك هذا الباب، وإياك والاسترسال مع الوساوس، واجتهد في مدافعتها والإعراض عنها ما أمكنك، ومهما عرض لك شيء من هذه الوساوس فانته عن الفكرة فيه، وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإنه هو الذي يلقي في قلبك هذه الوساوس. واعلم أن هذه الوساوس لا تؤثر في صحة إيمانك، وأنك لا تخرج بها من الملة، بل أنت على خير ما دمت كارها لهذه الوساوس نافرا منها، وأنت مأجور بإذن الله على مدافعة هذه الوساوس والسعي في التخلص منها؛ وراجع الفتوى رقم: 147101. ومهما عرض لك الوسواس في الطهارة، أو الصلاة، أو غيرها فعلاجه الأمثل هو الإعراض عنه وألا تعيره اهتماما؛ وانظر الفتوى رقم: 51601 ، ورقم: 134196.

نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.