عنوان الفتوى : محل المؤاخذة في أحاديث النفس وخواطرها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل يكفر المسلم بقوله في نفسه أنا أعلم الغيب؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الله تبارك وتعالى يقول: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [قّ:16].
ومن فضل الله تعالى على المسلم أنه لا يؤاخذه بهذه الوساوس وما يدور في صدره ما لم يتكلم أو يعمل، ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تتكلم. وفي رواية ابن ماجه: وما استكرهوا عليه.
والمراد بالوسوسة تردد الشيء في النفس من غير أن يطمئن الشخص إليه ويستقر عنده، وهو غير الهمِّ بالشيء والعزم عليه.
فالوسوسة لا اعتبار لها كما أنه لا اعتبار للخطأ والنسيان، أما الهمُّ والعزم فيؤاخذ عليهما.
والحاصل أن أحاديث النفس وخواطر القلب لا يؤاخذ بها ما لم تصل إلى العزم أو يتحدث بها، ولهذا ينبغي للمسلم أن يدفع عنه هذه الخواطر بذكر الله تعالى.
والله أعلم.