عنوان الفتوى : تعامل هذه المرأة معاملة الناشز خطوة خطوة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

زوجتى اتصلت بشخص غريب لحل مشكلة حصلت لها في العمل وسبق أن حذرتها من ذلك وقد تكرر فعلها ذلك مرتين ما حكم الشرع في ذلك وكيف أفعل معها ولي منها 3 أطفال ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الإسلام نظم العلاقة بين الزوجين، وبين ما لكل منهما من الحقوق، وما عليه من الواجبات، كما هو الحال بالنسبة للحياة كلها. قال تعالى:وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَة [البقرة:228]. وقال تعالى:وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة:237].
وما من مؤسسة أو شركة إلا ولها إدارة لها كامل المسؤولية ... والأسرة هي أعظم المؤسسات، وقد جعل الله تعالى مسؤوليتها بيد الزوج، وهذه المسؤولية هي ما يسمى في الشرع "بالقوامة" فقال تعالى:الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء:34].
ولكن هذه القوامة والمسؤولية ليس معناها الاستبداد واستغلال المنصب... وإنما هي مسؤولية تكليف وقوامة....:وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ :وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ
وقد أمر الإسلام المرأة بطاعة زوجها في المعروف، ووعدها على ذلك بالخير الكثير، والثواب الجزيل.
فعن أم سلمة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة. رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. رواه الترمذي.
وهذا الطاعة ليست طاعة عمياء إنما هي طاعة مبصرة، وبالمعروف، وفي حدود الشرع "فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"
وبناء على ما تقدم فيجب على هذه المرأة طاعة زوجها، ولا يجوز لها أن تُدْخل شخصاً غريباً في حل مشاكلها، ولو كانت خارج البيت وفي العمل، إلا بعد إذن الزوج، واستشارته.
أما وقد فعلت ذلك فعليها أن تتوب إلى الله تعالى، وتستغفره، وتقطع علاقتها بكل ما يريب زوجها.. وتتعاون مع زوجها في حل مشاكلها، فإن ذلك أنفع لها في دينها ودنياها.
وننصح السائل الكريم بالصبر والمعاملة بالتي هي أحسن والنصح لزوجته لعلها تتعظ وتعود إلى رشدها وطاعته... وقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بالنساء خيراً فقال: استوصوا بالنساء خيراً. متفق عليه
واعلم أن السلف كانوا إذا رأوا من زوجاتهم نفوراً وعصياناً أرجعوا سبب ذلك إلى ذنوبهم حتى قال قائلهم: إني لأرى أثر معصيتي في خلق دابتي وزوجتي.
فإذا أطعت الله تعالى سخر لك كل شيء وأطاعتك الزوجة والولد والخادم.
والله أعلم.