عنوان الفتوى : ادعاء الشخص خبرة لم يكتسبها كذب وتزوير

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

تحياتي لكم بكل شوق وتقدير؛ وأمد ‏الله في عمركم.‏ ‏ أنا أعلم أن التزوير يكون مثلاً في ‏رخصة القيادة، البطاقة الشخصية، ‏شهادة الميلاد، شهادة خبرة في العمل، ‏وغيرها من الوثائق الأساسية التي ‏تعتبر محض تزوير؛ لكن إذا كان ‏كذبا في السيرة الذاتية مثلاً ‏لدي خبرة سنتين، فبدل قولي ذلك، ‏كتبت في الورقة أو قلت للمدير لدي ‏خبرة أربع سنوات؛ بغرض وبقصد ‏التوظيف وليس بغرض الكذب، ويعلم ‏الله كم أتألم عندما أفعل هذا؛ لكن - ما ‏باليد حيلة - هل هذا من التزوير الذي ‏يعد من الكبائر أم يعد من الكذب ‏والغش المنهي عنه؟ وأنا أعرف أنه لا هذا يجوز ولا ذاك، لكني قد ‏اختنقت، والإنسان ضعيف لا يستطيع ‏الصبر كثيراً؛ فقد مر على حصولي على الشهادة ‏التي حصلت عليها 5 سنوات. أريد ‏عملا يوازي شهادتي الحاصل عليها ‏ولو بنسبة شبه راض بها، حيث إنني ‏الأيام المقبلة سأحصل على العمل – ‏إن شاء الله – وخلال فترة إرسال ‏جوابكم لي سوف أتوظف. فماذا أفعل ‏وقد كذبت لكنني لم أزور واقعياً؟ ‏تفاجأت في فتوى رقم: 154971 ‏أنكم قلتم كما هو منقول عن( ‏الراغب ): وقد يضاف إلى الزور ‏فيشمل الكذب – أي أنه قد يشمل وقد ‏لا يشمل؛ فهناك شبهة لا يوجد نص ‏صحيح. فلما هذا التضييق في الفتوى؟ ‏ وأنا أعرف أن الكذب من الصغائر، ‏فأنا سأستلم العمل خلال يومين أو ‏ثلاثة. وفي دولتي حصولي على ‏عمل يوجد به حيرة نوعاً ما، أي أن ‏الموضوع ليس بيسير. وأعتقد أنه من ‏الممكن أن أصحاب الشركات يظنون أن ‏كل ما يكتب في الورقة أو يقال ليس ‏صحيحا؛ لأن من الممكن أنه لا يوجد ما ‏يثبت صحة بيانات من تقدم للوظيفة؛ ‏لذلك فهناك من يكذب، ويقبله صاحب ‏العمل، ويرى صاحب العمل مجهوده ‏في العمل، فيرى أنه جيد، وإذا كان ‏هذا قول الراغب (فقال الإمام ‏النووي) -غفر الله لهم جميعاً وأثابهم- : ‏كل مقصود محمود يمكن تحصيله ‏بغير الكذب، يحرم الكذب فيه، وإن لم ‏يمكن تحصيله إلا بالكذب، جاز ‏الكذب. وضحوا لي أمري جيداً ‏جيداً؛ ولا تتركوني في حيرة؛ لأني لا ‏أريد ترك العمل؛ وإلى الأمام دائماً ‏والتوفيق علماءنا الكرام.‏

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكتابة الشخص في سيرته الذاتية خبرة لم يكتسبها، أو عملا لم يقم به، كذب وتزوير معا، فهو كذب لأنه إخبار بخلاف الواقع، وتزوير لأنه تدليس على الغير، وغش، وإخفاء للحقيقة عنه.

قال الزحيلي في الوسيط: والزور: لفظ عام يشمل الكذب والكفر، وكل ألوان الباطل؛ لأن كل ما عدا الحق فهو كذب، وباطل، وزور، ومنه شهادة الزور. اهـ

أما ما ذكرته من أنه قد مضى على شهادتك خمس سنوات، وأنك تريد عملا يوازي تلك المدة، وما ذكرته كذلك من أن المديرين قد يعلمون بحصول الكذب في السيرة الذاتية، كل هذا تشويش، ووسواس من الشيطان لا أثر له في إباحة المحرمات الشرعية.

هذا عن أصل الإقدام على هذا الفعل أصلا، أما الآن وقد شرعت في هذا العمل على مقتضى ما ذكرت، فإذا كنت تحسن القيام بما كلفت به، وأداءه على وجهه المطلوب، فنرجو أن لا يكون عليك حرج في الاستمرار في هذا العمل، والاتنفاع بما تتقاضاه عليه من أجر.

ثم إننا نوصيك بالتوبة إلى الله تعالى مما حصل منك، وبالمسارعة إلى الخيرات ما استطعت إلى ذلك سبيلا؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، ونوصيك بالتوقف دائما عند حدود الله تعالى، وعدم التجاسر عليها كلما ألمت بالنفس حاجة إلى ذلك.

وللفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 196943163597128824 .

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
كتابة الشخص اسمه على بحث شارك فيه من التزوير والغش
شراء شهادة ثاني ثانوي لإكمال الدراسة
الدفع لشخص ليزيد عدد سنوات الخدمة للحصول على راتب التقاعد
حكم كسب المال عن طريق النقر على إعلانات جوجل أدسنس
تذكير المختبِر ببداية الجواب، وهل له الإجابة عما يتعلق بالمحرمات؟
حكم نشر أسئلة الاختبارت السابقة والاطلاع عليها
الاطلاع على أسئلة الاختبار المنتشرة بين الناس
كتابة الشخص اسمه على بحث شارك فيه من التزوير والغش
شراء شهادة ثاني ثانوي لإكمال الدراسة
الدفع لشخص ليزيد عدد سنوات الخدمة للحصول على راتب التقاعد
حكم كسب المال عن طريق النقر على إعلانات جوجل أدسنس
تذكير المختبِر ببداية الجواب، وهل له الإجابة عما يتعلق بالمحرمات؟
حكم نشر أسئلة الاختبارت السابقة والاطلاع عليها
الاطلاع على أسئلة الاختبار المنتشرة بين الناس