عنوان الفتوى : حكم متابعة أخبار فتاة يريد خطبتها
تعرفت إلى فتاة من خلال موقع إلكتروني للزواج, والفتاة لم تضع صورتها في الموقع, وهي جامعية, وتعمل محاسبة, وتدرس تحفيظ القرآن برواية حفص أيضًا, وقد تحدثت معها قليلًا, ويبدو عليها الأدب والأخلاق - فكلامنا لم يتعدَّ حدود الأدب, ولم يحتوِ على أي حديث عن المشاعر - فتكلمنا عدةَ أيام, واطلعت على كتاباتها, فإذا كلها تذكير بالآخرة, ونصح بالحفاظ على الصلاة ... إلخ. وظاهر الأمر - والله أعلم بالبواطن - أنها فتاة محترمة جدًّا, وعقلها كبير أيضًا؛ حيث إننا اتفقنا على جعل زواجنا بسيطًا فوافقت, وسألتها إن كان لديها مانع من السكن مع أمي وأبي, فقالت: "إن كنت غير مقتدر ماديًا فليس لديها مانع؛ لأن أهلي سيصبحون عائلتها الثانية" وكل هذه مؤشرات على رجاحة عقلها, وعندما ناقشنا ما نحتاج إليه تقريبًا طلبت منها أن لا نواصل الحديث مع بعضنا؛ حتى تخبر أباها, وحتى أصل إلى بيتها وأعقد عليها رسميًا وشرعيًا فهل يجوز لي أن أراقبها - أو إن صح التعبير أتجسس عليها - في هذه الفترة التي لا نتحدث فيها؛ لكي أعرف ما إذا كانت لا تزال تدخل على موقع الزواج أم لا؟ أم أنه طالما يبدو عليها الصلاح فلا داعي لفتح باب للشيطان للوسوسة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بأس أن تسأل عن أمر هذه الفتاة, وتتحسس خبرها حتى تطمئن, ومن هذا القبيل أن تطالع صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي, وتتحقق من دينها وأخلاقها, ولا يعد هذا من التجسس المحرم؛ إذ هذا ليس ما يضعه المشاركون في هذه الصفحات سرًّا يخفونه.
وراجع الفتويين التاليتين: 186423 / 22901. وللفائدة راجع الفتوى رقم: 16628 الزواج عن طريق الإنترنت.
والله أعلم.