عنوان الفتوى : مساهمة الأولاد في تكالف علاج أمهم بين الوجوب والاستحباب

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أم زوجي مريضة، وتحتاج إلى ‏عملية مكلفة، ولها تسعة من الأبناء و‏البنات. وحالة زوجها المادية ميسورة. المشكلة أن والد زوجي لا يريد دفع ‏مصاريف علاجها، وأبناؤها وبناتها لا ‏يظهرون أي رغبة في تجميع كلفة ‏هذا العلاج، مما دعا زوجي أن ‏يخبرهم بأنه سيبعث لهم كل ما نملك ‏حتى يقوموا بعلاجها.‏ المشكلة أننا في غربة، ومدخراتنا ‏هذه هي جزء من سعر بيت لنا عند ‏عودتنا إلى أرض الوطن، حيث لا ‏بيت لنا هناك. وفي نفس الوقت هي ‏ما نستند عليه لإسعافنا في هذه الغربة ‏في الحالات الطارئة. أنا لا أعترض ‏على أن يبرّ زوجي أمه ويعالجها، فهذا ‏واجب، ولكني لا أستطيع أن أمنع ‏نفسي من التفكير في مصيرنا أنا ‏وأولادي . بعدها أحس بالذنب لهذا ‏التفكير.‏ ‏ فهل يجوز لي أن أحدث زوجي بأن ‏يسأل إخوته وأخواته أن يشتركوا ‏جميعا في هذه المسؤولية ؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه يجوز لك أن تحدثي زوجك ليسأل إخوته وأخواته أن يشتركوا في دفع تكاليف عملية أمهم إن كانوا موسرين؛ لأن ذلك من البر بأمهم، وقد يجب عليهم إن كان أبوهم لا يقدر على دفع تكاليف عملية أمهم؛ فإن الراجح عندنا أن الواجب أن يتولى الزوج دفع مصاريف علاج زوجته. ويمكنك مراجعة هذه الفتوى: 166893.
فالمساهمة في تكاليف العملية في هاتين الحالتين تدور بين الاستحباب والوجوب، وإذا وجبت عليهم النفقة، كان الوجوب عليهم كل بحسب يساره وحالته المادية، هذا هو الراجح في هذه المسألة؛ وانظري تفاصيل المسألة في هذه الفتوى: 165067.
قال صاحب الكفاف الشنقيطي:

وهل بحسب يسرهم أو العدد   * أو إرث الأطفال، والأول أسد .
وأما إن كانوا معسرين، فلا يحسن بك أن تحدثي زوجك أن يحث إخوته وأخواته؛ لما في ذلك من إحراجهم والتضييق عليهم وتكليفهم ما لا يجب عليهم.
 والله أعلم.