عنوان الفتوى : كيفية التعامل مع الطفل الذي غاب عنه أبوه وتركه
أنا مطلقة, وقد انتهت عدتي بولادة ابنتي, وعمرها الآن 4 سنوات ونصف, ووالدها لا يسأل عنها, ولا ينفق عليها, وتزوج وسافر لبلد آخر, ووالدي - رحمه الله - توفي منذ سنة, وكانت تعتبره والدها, والمشكلة أن ابنتي دخلت المدرسة, وبدأت تلحظ زميلاتها وأقاربنا وغيرهن حولها, وبدأت تسأل عن والدها, ولماذا ليس عندها أب ولا إخوة ولا أخوات مثلهن؟ وقد فكرت في محاولة التواصل مع والدها لكي يتصل بها, ولكني أخاف أن يدخلنا في مساومات - هكذا كان حاله بعد الطلاق وقت المطالبة بإثبات الطلاق رسميًا, ومطالبتي بحقوقي وحقوق ابنتي التي لم ننل منها شيئًا حتى الآن, إلا مبلغًا لا يتعدى مصاريف شهر, ثم امتنع عن الدفع - أو ألا يكون على قدر المسؤولية, ولا يهتم بها, ولا يشعرها بما تحتاجه منه, خاصة بعد مرور كل هذه السنوات, وقد استشرت أخصائيين في نفسية الأطفال, واستشرت آخرين من حولي, فكيف أرد عليها؟ وأجمعت الآراء على أن أخبرها أنه مسافر, وأن أكتب لها رسائل على أنها منه, وأن أعطيها صورة له, وأن أحضر لها هدايا وملابس في مناسبات مختلفة على أنها منه, وأن أقص لها قصصًا وهمية عنه؛ حتى تكبر وتدرك الحقيقة, فهل يجوز لي ذلك؟ أم أن هذا يعدُّ كذبًا؟ وماذا بعد أن تدرك الحقيقة؟ أو إذا ما ظهر والدها في تلك الفترة؟جزاكم الله خيرًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الكذب لا يجوز إلا للمصلحة, سواء كانت دينية أم دنيوية, وإن كان الأخصائيون على علم تام وتيقن بأن نفسية الطفلة ستتعرض لأذى, فيجوز عندها أن تقومي بأعمال تشعرها بأنها من أبيها, لكن مع مراعاة أن تحاولي أن تستخدمي المعاريض التي ليست بكذب حقيقة ما استطعت إلى ذلك سبيلًا, ثم لا عليك بعد أن تكبر وتدرك الحقيقة شيء؛ لأنها ستكون قد كبرت وعقلت وستتفهم الأمر, فإذا ظهر والدها ورأته فهو المطلوب .
لكن إذا كان بالإمكان إخبار الطفلة بجزء من الحقيقة, وأن والدها سافر وتركها, وغلب على الظن أن ذلك لن يترك فيها أثرًا سلبيًا بالغًا, فتخبر بالحقيقة مع مراعاة التدرج لها في معرفة الأمر, وهو الأفضل حتى لا تتفاجأ مستقبلًا أو تصدم بالأمر. وانظري فتوانا رقم: 154647, ورقم: 54839.
والله أعلم.