عنوان الفتوى : خطورة تساهل المرأة في علاقتها بالأجانب

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

أنا فتاة جميلة عمري 23 سنة من عائلة محترمة جدا, تخرجت من الجامعة هذا الصيف, وعندما كنت في 18 سنة تعرفت على شاب أوهمني بالزواج والنية الصادقة نحوي إلى أن أوقعني بين يديه النجستين واختلا بي فقام بنزع ثيابي كلها ولمس كل جسدي، وأراد أن يدخل قضيبه في فرجي، لكنني لم أتركه وقاومت رغم ضعفي ومحاولات ذكره للنيل من فرجي لكنه لم يدخله فقام بحكه سطحيا على فرجي ثم أدخله قليلا في دبري رغما عني وبعدها أصبح يهددني بصورتي وأنه سيقول الذي فعله بي لأهلي, وكان يرغمني على الذهاب إلى متجره ليلمسني تحت تهديداته المرعبة والمخيفة الدائمة, لكنني لم أحتمل وكنت صغيرة وخائفة لا أثق بأحد وخائفة من تهديداته بإخبار أهلي إلى أن قلت لأمي إن شابا يريد الزواج بي فتقدم لخطبتي فرفضوه لأنه كان ذا سمعة رخيصة ولم أكن أعلم, وكان يكبرني بـ 13 سنة تقريبا, حاول عدة مرات التكلم مع أبي وإخوتي إلا أنهم رفضوه رفضا تاما، عندها أصبح يقلق أهلي ويشيع ويخبر الناس أنه أفقدني عذريتي, ولما سمع أهلي سألتني أمي إذا كان قد لمسني فكذبت عليها قائلة لا لم يلمسني، كذبت خوفا عليها من الموت وقلت لها لا تقلقي لم يفعل لي شيئا, لكن كلامه زرع الشك في أهلي فأخذوني إلى طبيبة نساء لفحص عذريتي وكانت النتيجة أنني عذراء، وبعد انتهاء المشكلة أخذت الباكالوريا وذهبت إلى الجامعة وهي تبعد 80 كلم عن بيتنا، وعزمت على حراسة نفسي من أي بشر ومر نصف سنة فتعرفت على شاب أحببته وصدقته كثيرا أكثر من نفسي, كنا نتكلم عبر الهاتف إلى أن أتى لرؤيتي فقبلني على شفاهي ثم بعد عام جاء وأقنعني أن نذهب إلى بيت أهله الفارغ ووعدني أنه لن يفعل بي سوءا، فذهبت مغمضة العينين واثقة فيه كالغبية فلمسني الحقير في جسدي كله وقام بتعريتي لكنه ولم يدخل ذكره لا في القبل ولا في الدبر, ثم رجع إلى بلاده، ومرة أخرى عاودنا الكرة في الهاتف وعلى النت يكلمني عن السكس ويطلب مني صورتي عارية، وبثقة عمياء أرسلت له صورتي عارية تماما, ولم أكن متحجبة فتحجبت, ولما جاء في المرة الثالثة قام بإدخال قضيبه في دبري مرة واحدة رغما عني، وفي آخر مرة أدخله في دبري وكان ضميري يقتلني كيف وأنا البنت المتربية يحصل لي هكذا؟ وكيف جرى لي هذا؟ كانت نفسي تموت كل ما أفكر في الذي حصل وكنت من النوع الساكت حتى لو أموت لا أقدر أن أخبر أي إنسان, فاتخذت قرار الابتعاد عنه، لأنه حرام وتجرأت رغم تهديداته بفضحي بصوري العارية وإخبار أهلي عن الليالي الأربع التي قضيتها معه، طلبت منه الابتعاد التام عني، لأنني لم أرض لنفسي ولا عن أعمالي من أجله فأوقعني في معصية ربي لإرضاء ذاك الحقير، ولما ابتعدت عنه التقيت شابا وسيما مسؤولا يريد خطبتي فتعرفت عليه وركبت معه في السيارة مرتين فقام بتقبيلي على شفاهي في المرتين ثم لم نتفق فقررنا الوداع ورغم هذه الأوقات واللحظات الضعيفة فقد كنت ناجحة جدا في دراستي دائما في المرتبة الأولى والناحية المادية ميسورة جدا، فأبي يوفر لي كل شيء والحمد لله وكنت ومازلت محبوبة ومحترمة سواء في ميدان الدراسة أو مع الأهل أو مع الأصدقاء وكلهم يتمنون أن يكونوا مثلي إلا أنا فلا أتمنى أن أكون هكذا، بل أتمنى من ربي أن يغفر لي ويسامحني، وفي سنتي الأخيرة هذه تعرفت على أستاذ جامعي محترم من عائلة محترمة, سنه مناسب لي أعجب بي فقد كان يدرسني فتكلم عدة مرات مع أهلي عن نيته بالزواج بي, وأثناء قيام أهلي بالتحري و

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حول ولا قوة إلا بالله، فلا نكاد نصدق ما تحكينه عن نفسك من الإقدام على إقامة هذه العلاقات العفنة مع رجال أجانب عنك، وهو ما لا يجوز شرعا، كما سبق أن بينا بالفتوى رقم: 30003.

وما حدث لك معهم لهو خير دليل على ما جاء في الحديث الصحيح، نعني الحديث الذي رواه أحمد وغيره عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون أحدكم بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما.

وإننا لنعجب أن يتكرر منك هذا الفعل أكثر من مرة، وأن يصل بك الأمر إلى نزع الحياء من وجهك وإبدائك جسدك عاريا أمام من هو أجنبي عنك، فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة النصوح وقطع أي علاقة لك برجل أجنبي سواء الأستاذ المذكور أم غيره، وهو أجنبي عنك بلا شك، فكل من ليس بزوج أو محرم للمرأة فهو أجنبي عنها، وهو ليس بزوج لك حتى تجب عليك طاعته، وراجعي شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450.

فإذا أتيت بهذه الشروط واستقام أمرك وحسن حالك فأنت تائبة، ولا تلتفتي إلى ما يقول لك هذا الرجل من شروط للتوبة ما أنزل الله بها من سلطان، ونوصيك بسلوك سبيل الاستقامة واتخاذ أسباب الثبات على الدين والتي قد ذكرنا جملة منها بالفتويين رقم: 1208، ورقم: 12744

وما أوردت من أسئلة سنجيب عنه في النقاط التالية:

النقطة الأولى: لا يجوز للمسلمة أن تكشف ستر ربها عليها ولو لزوجها فضلا عن غيره، بل الواجب عليها أن تستر على نفسها، وراجعي الفتوى رقم: 14725.

وعدم الإخبار بالماضي لا يعتبر خداعا، ولكن لا يجوز المصير إلى الكذب الصريح مع إمكان التخلص بالمعاريض، وانظري الفتوى رقم: 112195.

النقطة الثانية: الوطء في الدبر يعتبر من الزنا الحقيقي الموجب للحد، كما أوضحنا بالفتوى رقم: 37894.

النقطة الثالثة: لا يجوز للمسلم أن يلعن نفسه ولو في سياق اليمين، فإن هذا ذنب عظيم، وهو أعظم إثما إن كان في سياق الكذب، فالواجب التوبة منه، ولا يلزم أن يصبح المسلم ملعونا بسبب ذلك اللعن الذي صدر منه.

النقطة الرابعة: التائب من الذنب ربما يكون حاله بعد التوبة أحسن من حاله قبلها، فاقطعي التفكير في الماضي وأحسني العمل في المستقبل لتسعدي ـ بإذن الله ـ قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:97}.

النقطة الخامسة: المرء قد يحرم الرزق بالذنب يصيبه، فلا يبعد أن يكون ما اقترفت من ذنب سبب إعراض هذا الرجل عنك ولكن لا تهتمي لهذا الأمر، بل توجهي إلى ربك وسليه أن يرزقك زوجا صالحا، وراجعي الفتوى رقم: 18430.

النقطة السادسة: الحجاب الشرعي له مواصفات معينة، فكل لباس توافرت فيه كان حجابا شرعيا بغض النظر عن نوع هذا اللباس، وراجعي شروط الحجاب بالفتوى رقم: 6745.

كما أن التوبة من التفريط في الحجاب ليست شرطا في التوبة من غيره، قال النووي في رياض الصالحين: ويجب على العبد أن يتوب من جميع الذنوب, فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب وبقي عليه الباقي. اهـ.

النقطة السابعة: لا يمكننا الجزم بشيء بخصوص ما إن كان هذا الرجل أحسن خلقا منك أم لا، إلا أنه قد ارتكب من الفاحشة ما يدل على رقة دينه وصفاقة وجهه، فكيف يشنع عليك وهو غارق معك في الرذيلة!!! وعلى العموم إن تقدم أحد لخطبتك فاسألي الثقات من الناس ممن يعرفونه عن دينه وخلقه، واستخيري الله تعالى في أمر زواجه.

والله أعلم.