عنوان الفتوى : حكمة الشرع في تحريم اتخاذ الخليلات

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا شاب أبلغ من العمر24 عاما وإلى حد كبير ملتزم بالدين ومرتبط ببنت إلى حد كبير ملتزمة أيضا وعلى وشك أن أتقدم لها ـ إن شاء الله ـ ولكن ظروفي لا تسمح الآن حيث إنني لا أعمل ولست متأكدا أنني أحبها لكي أرتبط بها رسميا وخضت تجربة الخطوبة من قبل ولكنني لم أرتح لها ولكن خطيبتي تعلقت بي جدا وعندما تركتها كنت ظالما لها جدا، وفي يوم ذهبنا لكي أجعلها تشاهد شقتي التي سوف نتزوج فيها ـ إن شاء الله ـ وما كان رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ... فاختلينا وحدثت بيننا قبلات وأحضان فقط، وبعدها ندمنا على ما حدث وتبنا إلى الله، وبعد ذلك تعودنا على فعل ذلك نذهب للشقة وفي كل مرة يزداد الأمر سوءا حتى وصلت أن أفطرنا نهار رمضان، ثم نندم ونتوب ولكنني لاحظت أنها أصبحت مدمنة لهذا الفعل القبيح، وفي أوقات كثيرة أكون عازما على عدم فعل أي شيء ولكن الشيطان يسيطر عليها ومن ثم علي وأعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فهل أتركها بعد أن حدث بيننا كل هذا؟ أم أنني أكون بذلك ظالما لها ولمن يتزوجها من بعدي، مع العلم أنني لست متعلقا بها ولكنني أخاف أن تكون متعلقه بي تعلقا شديدا وهو ما يجعلها تقوم بذلك، وفي كل مرة يحدث بيننا شيء أنوي بداخلي أنني سأستمر معها ولن ألمسها حتى نتزوج، ولكن بمرور يوم أو يومين لا أستطيع أن أمسك نفسي عنها، أنا لا أريد أن أظلمها وفي نفس الوقت أنا خائف جدا من الله ولا أريد أن أفعل معها شيئا أندم عليه بقية حياتي.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما حدث منك مع هذه الفتاة خير دليل على حكمة الشرع في تحريم اتخاذ الأخدان أي الخليلات وإقامة العلاقة العاطفية معهن، وكيف أن هذا باب إلى الفساد عريض، ومدخل واسع من مداخل الشيطان التي يستدرج بها المسلم إلى الوقوع في الفاحشة والرذيلة، وراجع الفتوى رقم: 30003.

فالواجب عليك المبادرة فورا إلى قطع أي علاقة لك مع هذه الفتاة، وإذا رغبت في الزواج منها فأت البيت من بابه واخطبها من وليها ثم تزوجها وإلا فدع، فلست ملزما بالزواج منها رغم ما حدث، ولا تكون ظالما إن تركتها، فهي التي جنت على نفسها حين طاوعتك على الخلوة بها وفعل هذه المنكرات معها، وراجع الفتوى رقم: 10304.

وما عليك إن كانت أدمنت هذه المنكرات أم لا، وإن كانت متعلقة بك أم لا، فانج بنفسك قبل أن تقع الواقعة وتندم حيث لا ينفع الندم، وأخلص التوبة إلى ربك عسى أن يتوب عليك، وأما أن تستمر معها على هذا الحال وتنتهك عرضها فهذا جرم عظيم أترضى أن يفعل أحد مثل هذا مع أختك أو أي من قريباتك؟ فما لا يرضاه المسلم لعرضه لا يجوز له أن يرضاه لأعراض الآخرين، روى أحمد في مسنده وصححه الألباني عن أبي أمامة رضي الله عنه: أن شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي في الزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه مه، فقال: أدنه، فدنا منه قريباً، قال: فجلس، قال: أتحبه لأمك، قال: لا والله يا رسول الله جعلني فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أتحبه لابنتك، قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك، قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أفتحبه لعمتك، قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال: أفتحبه لخالتك، قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم، قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.

فنصيحتنا لك المبادرة إلى الزوج والحرص على إعفاف نفسك، وإن لم يتم الزواج فعليك بالصوم والحرص على العلم النافع والعمل الصالح وصحبة الصالحين، والبعد عن كل ما يثيرالشهوة، وانظر الفتوى رقم: 103381.

 

والله أعلم.