عنوان الفتوى : مسألة العذر بالجهل وتكفير من يدعو الأموات وينذر لهم
أريد شرح أن القرآن حجة كافية لتكفير الشخص. وكيف يكون هناك من لا يكفر من يدعو الأموات أو ينذر لهم ويعذرهم بالجهل. هل هذا ما كان يفعله الإمام عبد الوهاب أم أن من عذرهم لم يكن وصلهم القرآن ؟ وقد سمعت مغنيا يدعو الأموات قبل ذلك وعذرته بالجهل. فما حكم ما فعلته ؟ كذلك سمعت عالما كبيرا عندنا يعذر بالجهل شيخا أزهريا لم يكن يكفر النصارى !!! فكيف هذا ؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعذر بالجهل إنما يكون فيما لم يستفض علمه في الناس بحيث يكون معلوما من الدين بالضرورة، فإذا كانت المسألة غير معلومة من الدين بالضرورة، أو كان الشخص ممن يجهل مثله هذه المسألة كالناشئ في بادية بعيدة، وكحديث العهد بالإسلام، فإنه يعذر فلا يكفر حتى تقوم عليه الحجة، وسواء كانت هذه المسألة مذكورة في القرآن أو لا، وانظر الفتوى رقم: 172223 وإقامة الحجة تكون بتلاوة الآيات وبيان النصوص في تلك المسألة، فمن أصر وعاند بعد إقامة الحجة حكم بكفره، وهذا عام في جميع مسائل الدين سواء في ذلك دعاء الأموات أو غير ذلك من المسائل، فما كان منها مظنة الخفاء لم يحكم بكفر الجاهل به حتى تقوم عليه الحجة، وانظر الفتوى رقم: 178443 والفتوى رقم: 172957.
والله أعلم.