الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المعتبر في حساب الزكاة هو الأشهرالقمرية، واعتباره بالسنة الشمسية خطأ، وتصحيح هذا الخطإ يكون بالتحقق من أول حول قمري وجبت عليك الزكاة فيه، وذلك بالرجوع إلى التقويم، وتحويل التاريخ حتى تتحقق من حولك القمري، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 10550.

وتجب زكاة المبلغ المذكور إن حال عليه الحول وهو نصاب بنفسه أو بضم غيره مما تملكه السائلة من نقود أخرى أو عروض تجارية، ولا زكاة في المبلغ الذي يشغل في التجارة إذا لم يحل عليه الحول سواء بلغ النصاب أم لا، لأنه لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول، إلا أن يكون ناتجا عن النصاب الموجود لديك بوجه شرعي أي لم يكن فائدة ربوية، فإن كان كذلك فإن حول الربح حول الأصل  فيزكى ما وجد منه مع أصله عند زكاته، وما لم يحل عليه الحول لا يحسب في الزكاة، وإن لم يكن ناتجا عنه فتجب زكاته إذا حال حوله، ولو لم يبلغ النصاب، لأنه تابع للنصاب الموجود في البنك باعتباره من جنسه وفي ملك شخص واحد، وإن شئت أن تزكي الجميع في وقت واحد عند حول المال المودع، فلا حرج في ذلك، وانظر لبيان أقسام المال المستفاد وكيفية زكاتها الفتوى رقم: 136553، وما أحيل عليه فيها.

أما الراتب فقد تقدم بيان كيفية زكاته في الفتوى رقم: 128619.

وللفائدة انظري الفتوى رقم: 174553.

مع التنبيه على أن الإيداع في البنوك الربوية حرام تجب منه التوبة إلى الله تعالى وسحب المال المودع فورا إن أمكن ذلك، وما يحصل من الفوائد لا تجب زكاته، بل يجب التخلص من بالتصدق به على الفقراء والمساكين أو جعله في مصالح المسلمين وانظري الفتوى رقم: 12853.

والله أعلم.