عنوان الفتوى : معنى الاستواء وحكم تفسيره بالاستقرار

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

عندي سؤالان: الأول: ما معنى علا وارتفع؟ هل بمعنى أن الله بائن من عرشه؟ أم أنه جالس عليه؟ وهل يصح قول استوى بمعنى استقر؟ وماذا يقصد باستقر؟ لأنني لاحظت بعض أهل العلم ينكره، كالذهبي، وأنكر الألباني بأن ابن تيمية قال بذلك. الثاني: قال ابن بطال في كتابه شرح صحيح البخاري: روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يحزن أحدكم أن لا يراني في منامه، إذا كان طالبًا للعلم فله في ذلك العوض ـ الجزء 3 صفحة 114، فما صحته؟.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فأما معنى الاستواء وهل يفسر بالجلوس أو لا؟ فانظر لبيانه الفتوى رقم: 172147، وفيها ما يزيل الإشكال عن تفسير الاستواء بالاستقرار كما نقل عن بعض السلف.

والله تعالى بائن من خلقه بما فيهم العرش كما تكاثرت بذلك عبارات السلف، قال شيخ الإسلام: فإنهم ـ يعني السلف ـ قالوا بائن من خلقه ولم يقولوا: بائن من العرش وحده فجعلوا المباينة بين المخلوقات عموما ودخل في ذلك العرش وغيره فإنه من المخلوقات. انتهى.

فعليك أيها الموفق أن تؤمن بما أثبته الله لنفسه من استوائه على عرشه وتفوض علم كيفية الاستواء للرب تعالى فإنه لا يعلم كيف هو إلا هو سبحانه، واعتقد كذلك أن الله تعالى بائن من خلقه كما قال السلف، وإياك والأبحاث المولدة التي لم يخض فيها سلف الأمة وأئمتها.

وأما الحديث المذكور: فلم نقف عليه في غير المصدر المذكور، ولا رأينا من ذكر له إسنادا أو تكلم على صحته من أئمة هذا الشأن.

والله أعلم.