عنوان الفتوى : استحباب ملازمة الدعاء لتيسير الزواج وعدم اليأس من الإجابة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا فتاة مسلمة عمري 35 سنة، تقدم بي العمر ولم أتزوج بعد، كل ما يتقدم لي عريس لا يتم الزواج، أحيانا يكون غير مناسب لي وأحيانا أخرى يتكلم من الخارج ولا يأتي البيت، شعرت أنني معقدة، ذهبت إلى الشيوخ لقراءة الرقية الخاصة بالسحر ولكن دون جدوى حتى إنه تقدم لي إنسان حاليا متزوج وله أولاد وزوجته رفعت عليه قضية طلاق وكان متزوجا قبل فترة بفتاة أخرى ولكنه لم يستمر معها غير أربعة شهور، حيث قال إنها مريضة نفسيا وغير طبيعية، وتركها في منزل أبويها دون طلاق، فلما تقدم لي طلبت منه طلاقها ولكنه حتى الآن لم يطلقها ولم يأت مثل ما اتفقنا، أشعر أن أمر زواجي معقد أو غير ميسر، كنت أدعو الله كثيرا أن يرزقني الزوج الصالح ولكن الآن فترت همتي و أشعر أنه إذا كان الله يريد لي الزواج من أي شخص فليس لي إرادة في هذا الأمر يعني أن الدعاء لا يرد القضاء وأن الإنسان مكتوب عليه رزقه وأجله لا محالة أن يبلغه، أشعر أحيانا باليأس والحزن لأني في حاجة للزواج لأن عدم زواجي يشعرني أنني على وشك الانحراف، أرجو الرد علي و إرشادي إلى الطريق المستقبم حيث أشعر أنني بعيدة عن الله. أرجو الهداية وجزاكم الله خير الجزاء.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله تعالى أن يحفظك في دينك ودنياك، وأن ييسر لك زوجا صالحا تسعدين معه ويرزقك منه ذرية طيبة تقر بها عينك. ونوصيك بالاستمرار في الدعاء فهو سلاح المؤمن، فلا ينبغي للمسلم أن يضع هذا السلاح، فقد قال صلى الله عليه وسلم: أعجز الناس من عجز عن الدعاء. رواه البيهقي والطيالسي ورمز السيوطي له بالحسن، والإلحاح في الدعاء من العبادات التي يحبها الله تعالى وحث عليها النبي صلى الله عليه وسلم. واستعجال الإجابة من موانع قبول الدعاء، ففي الصحيحين عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول قد دعوت فلا أو فلم يستجب لى.

 قال الحافظ في شرح هذا الحديث: في هذا الحديث أدب من آداب الدعاء، وهو أنه يلازم الطلب، ولا ييأس من الإجابة، لما في ذلك من الانقياد، والاستسلام، وإظهار الافتقار، حتى قال بعض السلف: لأنا أشد خشية أن أحرم الدعاء من أن أحرم الإجابة. وكأنه أشار إلى حديث ابن عمر رفعه: من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة. الحديث أخرجه الترمذي بسند لين، وصححه الحاكم فوهم. اهـ.

  وتأخر الزواج من قدر الله تعالى، وكذلك الدعاء، وينبغي للمسلم أن يدافع القدر بالقدر، فالدعاء مما يرد به البلاء، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:  ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد العمر إلا البر. رواه أحمد، والنسائي، و ابن ماجه. فلا تيأسي من رحمة الله، ولا تجعلي للشيطان سبيلا إلى نفسك فيحرمك بركة هذه العبادة العظيمة.

  وقد يكون تأخر الزواج مجرد ابتلاء أي من غير أن يكون سببه سحر أو عين ونحو ذلك، وقد يكون سببه شيء من ذلك، وفي هذه الحالة ينبغي الالتجاء للرقية، فعليك بالاستمرار فيها فإنها نافعة بإذن الله. ورقية الإنسان نفسه قد تكون أبلغ تأثيرا وأعظم نفعا لما يصاحبها من الإخلاص وصدق التوجه إلى الله، وراجعي في الرقية الشرعية الفتوى رقم: 4310.

  ونوصيك بالحرص على كل ما يعينك على العفاف من شغل الوقت بما ينفع من أمر الدين والدنيا كالصوم وتلاوة القرآن وصحبة الخيرات، وللمزيد راجعي الفتوى رقم: 122027 ، والفتوى رقم: 103381.

   وننبه إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تطلب طلاق أختها، فقد ورد النهي عن ذلك في السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانظري الفتوى رقم: 118945. ولا ينبغي للزوج أن يترك الزوجة معلقة، وكون الزوجة مريضة لا يسوغ له تركها كذلك، فإما أن يمسك بمعروف أو أن يفارق بإحسان.

والله أعلم.