عنوان الفتوى : هل تعرض الأعمال لو تاب العبد منها يوم القيامة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل تعرض الأعمال على الله تعالى في يوم القيامة حتى التي غفرها الله تعالى وهل من قام بمعصية ولكن لحظتها نسي كل الآيات التي حفظها في لحظة شيطانية وبعد الانتهاء من الأمر أي المعصية بكى بسبب غضب الله وخوفه منه ولكن لم يتذكر ذلك في المعصيه أي تذكره بعد الانتهاء من المعصيه مع العلم أن هذا الانسان متدين وقد رأى الرسول ولكن في لحظة غفله منه ارتكب المعصية ...

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

1- فإن الأعمال تعرض على الله تعالى كل يوم وليلة، وكذلك كل اثنين وخميس، وقد ثبت ذلك بالدليل، ففي صحيح مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: إِنّ الله عَزّ وَجَلّ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ. يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ. يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النّهَارِ. وَعَمَلُ النّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللّيْلِ. حِجَابُهُ النّورُ لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ.
وفي صحيح مسلم أيضاً عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا .
ففي الحديث الأول بيان أن الأعمال ترفع إلى الله، وهذا الرفع يحتمل أن يكون معه غفران الله تعالى لما فيها من الذنوب، وقبوله الأعمال الصالحة، ويحتمل تأجيل كلا الأمرين إلى يوم القيامة.
وأما الحديث الثاني فصريح في المجازاة على الحسنات ومغفرة السيئات بالشرط المذكور.
والله جل وعلا يعرض على المؤمن أعماله يوم القيامة ثم يغفرها له، ففي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يُدْنَى الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ وَقَالَ هِشَامٌ يَدْنُو الْمُؤْمِنُ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا يَقُولُ أَعْرِفُ يَقُولُ رَبِّ أَعْرِفُ مَرَّتَيْنِ فَيَقُولُ سَتَرْتُهَا فِي الدُّنْيَا وَأَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ثُمَّ تُطْوَى صَحِيفَةُ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْآخَرُونَ أَوْ الْكُفَّارُ فَيُنَادَى عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ.
وبهذا يتبين لنا أن الأعمال كلها تعرض يوم القيامة، وهو العرض النهائي، وأما العرض الذي قبله فهو عرض خاص، تقوم به الملائكة طاعة لله تعالى، قال المناوي : قال البيهقي : والأشبه أن توكيل ملائكة الليل والنهار بأعمال بني آدم عبادة تعبدوا بها، وسر عرضهم خروجهم من عهدةالتكليف، ثم قد يظهر الله لهم ما يريد فعله بمن عرض عمله. انتهى
2- فإن الغفلة عن الله تعالى تنتاب أكثر المسلمين، لأن النسيان من صفات الإنسان، وكذلك الخطأ، كما في الحديث الصحيح كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطآئين التوابون. رواه احمد والترمذي .
وإذا كان كل من الخطأ والمعصية أمر ملازم لكل البشرية ؟! إلا من عصمهم الله تعالى، فإن التوبة واجبة عليهم، وذلك لقول الله تعالى:وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].
ولتعلم أن ما ينتابك من ندم وحزن على فعل الذنوب، من التوبة التي أمرنا الله بها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الندم توبة رواه الحاكم وأحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه.
وفي شعب الإيمان للبيهقي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله، فإن التوبة من الذنب: الندم والاستغفار.
ولمعرفة أحكام التوبة وشروطها، راجع الفتوى رقم:
5450.
والله أعلم.