عنوان الفتوى : الحساب والميزان يوم القيامة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما الفرق بين الحساب والميزان يوم القيامة؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد..

فليس معنى الميزان يا أخي الكريم أنه لا حساب ، بل هناك حساب كما أن هناك ميزان ، ووزن الأعمال يكون بعد انقضاء الحساب، فإن المحاسبة لتقرير الأعمال، والوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها، فكل إنسان محاسب على كل أعماله ومسئول ، وقد كثرت الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع على إثبات وقوف الخلق للحساب ،كما يقول الله تعالى : ( فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين )، ويقول سبحانه: ( فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا * وينقلب إلى أهله مسرورا * وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا * ويصلى سعيرا)، ويقول عز وجل : ( يؤمئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية * …… وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه )، وقوله تعالى: { وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين } والآيات في هذا عديدة، كما وردت أحاديث تبين ذلك أيضا، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم : ” ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يجد إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يجد إلا ما قدم، وينظر أمامه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة”، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من حوسب عذب ” فقالت عائشة : يقول الله تعالى : { يحاسب حسابا يسيرا } قالت : فقال : ” إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش للحساب يهلك ” . » وقول النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى : { يوم يقوم الناس لرب العالمين } ، قال : « يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه » .

فالناس جميعا محاسبون فمنهم من يحاسب حسابا يسيرا، ومنهم من يحاسب حسابا شديدا، وأول ما يحاسب به العبد يوم القيامة ويسأل عنه الصلاة، كما قال صلى الله عليه وسلم: ” إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب عز وجل انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك”. ثم يسأل عن أشياء أخرى كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه

وبعد السؤال والحساب توزن الأعمال.
والله أعلم.